TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: اضحك..أنت في مهرجان الزعيم!

العمود الثامن: اضحك..أنت في مهرجان الزعيم!

نشر في: 15 يناير, 2019: 08:53 م

 علي حسين

في الوقت الذي يستعدّ فيه إمبراطور اليابان أكيهيتو ترك منصبه والتمتع بسنوات تقاعد هادئة مع شعب على قائمة الشعوب المرفّهة، وبعد أن شاهدنا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تودّع العمل السياسي بعد مرحلة مهمة تحولت فيها ألمانيا الى واحدة من أكبر اقتصاديات العالم، ننشغل نحن في بلاد الرافدين بإنشاء مصنع لتفريخ الزعماء، من القائد الضرورة إلى مختار العصر، إلى رجل الحكمة، ورجل المصالحة، والزعيم المقدّس، وليس انتهاءً بالزعيم أبو مازن الذي قرر أبناء مدينته ردّ الجميل له بعد أن حوّل مدينتهم الى أعجوبة تنافس دبي وسنغافورة وتتفوق على هونغ كونغ..ففي لفتة كوميدية قرّر أهالي الشرقاط إقامة مهرجان شعري تحت عنوان”قصائد في حب الزعيم أبو مازن!”..
قبل هذا التاريخ بسبعين عاماً كان من الصعب أن يحلم اليابانيون بتقاعد إمبراطورهم الذي أطلق على نفسه صفة”إله الشمس"، لكن بعد الهزيمة في الحرب العالمية الثانية تحول الى إنسان عادي يموت وينهزم، ويحال إلى التقاعد مثل جميع موظفي الكرة الأرضية، لذلك خرج مئات الآلاف قبل أيام يلقون التحية على إمبراطورهم المحبوب وهو يلقي آخر خطاباته التي تمنى فيها أن يعمّ السلام العالم، فالامبراطور الذي رفع شعار السلام والمحبة اولاً، كان يحرص على أن ينبّه أبناء شعبه إلى أن يحموا أنفسهم من ضغائن النفس والأحقاد، في الوقت الذي لايزال فيه عدد من صبيان السياسة في العراق يوزعون صكوك غفران”المساءلة والعدالة”لمن يصفق لهم في الساحات ويرفع شعار ايران اولاً، ولهذا لاتصدق عزيزي القارئ إذا ما قرأت يوماً في الصحف أن نوري المالكي قرر اعتزال السياسة، وأن أسامة النجيفي بعد كارثة الموصل سيعتذر للعراقيين، أو أن إياد علاوي يعترف بأنه يدري أن هناك مشكلة كبيرة يجب مواجهتها بشجاعة، فجميع ساستنا هم أشبه بنجوم ساطعة تذكرنا بالجنة الارضية التي نعيشها بفضل خبرتهم وتفانيهم وحرصهم على المال العام.
ولم يكن باني سنغافورة المرحوم لي كوان يحب إلقاء الخطب، وعندما قرر أن يتقاعد ظل يعشق البناء، بناء المدن وبناء الإنسان، وطوال مسيرته السياسية، لم يظهر واقفاً على منصة ينتظر أن يقام له مهرجان شعري.
يودّع إمبراطور اليابان المنصب مثلما تودّع ميركل السياسة وقبلهما ترك لي كوان المنصب وهم مطمئنون أنهم تركوا بلدانهم في تصالح مع المستقبل. لم يُخونوا معارضيهم، لم يطلبوا من الناس أن تهتف بحياتهم، لم يوزعوا ثروات بلادهم على أقاربهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram