علاء المفرجي
يحتفل عشاق الأدب والسينما بالذكرى المئوية للروائي احسان عبد القدوس.. الذي إنجذبنا الى كتاباته في مرجلة المراهقة، لتناولها للحب، وبساطة السرد، فضلاً عن ثيمة الحكايا التي يرويها والخالية من التعقيد .. كنا تقتبس من كتبه أسطر عن الحب، والصداقة، في رسائلنا المفترضة لحبيباتنا.
لكننا في مرحلة لاحقة، وقد أخذتنا كتب اليسار.. نهاجم عبد القدوس ولانعرف بالضبط لماذا، وما السبب الذي يجعل الكثير من كتّاب اليسار يحملون عليه.. مرة بالكاتب المتهتك، وأخرى بفيلسوف الوسادة الخالية.
لكن الحياة وتراكم الوعي جعلنا ننظر الى احسان عبد القدوس نظرة عقلانية، لاتأخذ إذناً من أحد.. فعبد القدوس علامة شاخصة في الإعلام والثقافة في مصر والعالم العربي...
بدأنا نعرف احسان عبد القدوس أكثر في السينما والتلفزيون، من خلال الاعمال التي كانت معدّة عن رواياته وتستقطب جمهورا واسعا من المشاهدين..
فهو روائي وأديب ، نشأ في بيئتين متعارضتين، فبيئة جدّه محافظة وبيئة والدته أكثر تحرراً، أثر ذلك على طبيعة كتاباته. قدم عدداً كبيراً من الأعمال الأدبية، كالقصص والروايات والمسرحيات. وعمل صحفياً ورئيساً لتحرير مجلة روز اليوسف، وحصد عدة جوائز خلال مسيرته المهنية.
إحسان عبد القدوس، هو صحفيٌ وروائي مصري، والدته هي روز اليوسف، تركية الأصل ولبنانية النشأة والمولد، مؤسِسة مجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير. كان والده محمد عبد القدوس ممثلاً ومؤلفاً.
كتب عبد القدوس أكثر من ستمائة قصة ورواية، تحولت 49 روايةٍ منها إلى نصوص للأفلام السينمائية، و5 روايات تم تحويلها إلى نصوص عُرضت على المسرح، و9 روايات كانت من نصيب الإذاعة التي قدمتها مسلسلات، و10 رواياتٍ ظهرت مسلسلات تلفزيونية، إضافةً إلى ترجمة 65 من رواياته إلى الإنجليزية والفرنسية والأوكرانية والألمانية وغيرها من لغات العالم.
هوجم كثيرا، بسبب طبيعة ونوعية المواضيع والمشاكل التي كان يتناولها في كتاباته، وخصوصاً الجنس، ، لكن ذلك لم يثنه عن متابعة المسيرة ويقول عن ذلك:" لست الكاتب المصري الوحيد الذي كتب عن الجنس، فهناك المازني في قصة "ثلاثة رجال وامرأة" وتوفيق الحكيم في قصة "الرباط المقدس" و….و…. وكلاهما كتب عن الجنس أوضح مما كتبت، ولكن ثورة الناس عليهما جعلتهما يتراجعان، ولكنني لم أضعف مثلهما عندما هوجمت فقد تحملت سخط الناس عليّ لإيماني بمسؤوليتي ككاتب!! ونجيب محفوظ أيضاً يعالج الجنس بصراحة".
في روايته (زوجة أحمد) يقول عبد القدوس: "لقد كانت البنات قبل أن تولدي أنت، وأولد أنا، يعشن وراء المشربيات، لكن هذه المشربيات لم تحمهن من الخطيئة، ولم تهذب عواطفهن، كن ينظرن من خلال ثقوب المشربية ويلوحن لأي عابر سبيل، ولما عجز المجتمع عن حمايتهن، وجد أن الحل الوحيد هو القضاء على المشربيات، ومنح البنات حق النظر من خلال الشبابيك، ثم حق الوقوف في الشرفات، ثم حق الخروج إلى الشارع، وفي كل خطوة من هذه الخطوات، كانت الأخطاء تقل، والعاطفة تترقى وتتهذب، والسعادة تدخل البيوت".
وهو إشارة الى انه كان من أوائل الكتّاب الذين رفضوا القيود المجتمعية على المرأة، ونادى بحريتها، ولم تكن أعماله مناسبة لإثارة الغرائز كما قيل عنه.