محمد حمدي
يشهد سوق الرواج الإعلامي الرياضي في بُرج سعده خلال هذه الأيام وحتى مطلع شهر شباط المقبل موعد اختتام بطولة كأس آسيا الكروية في الإمارات، ولا يستلزم الأمر سوى جولة بسيطة في أثير القنوات الفضائية والإذاعية ومواقع الوكالات يومياً في جميع البلدان العربية وليس عرب آسيا فقط حتى تستشف حجم وعدد البرامج الرياضية المتنوّعة فيها يومياً والتي تعاد لثلاث أو أربع مرّات في اليوم الواحد بتغطياتها المتشعّبة حول المباريات وما يسبقها، ولا أغالي أبداً إذا ما قلت أن حصّة الشخصيات الرياضية والإعلامية العراقية فيها هي حصّة الأسد أو أثر من ذلك يضاف لها انشطة الصحف الخليجية أيضاً.
ويقيناً أن من يحجّم أو يقل من الظهور الإعلامي على المحطات والقنوات المحلية من أعضاء الاتحاد الكروي العراقي المتواجدين بكثافة في الإمارات العربية هذه الأيام، تراهم يصدحون بحناجرهم وطلعاتهم البهية من الصباح الى المساء على القنوات العربية والأجنبية، ظهور مبالغ فيه الى الحد الذي تضيع معه الفكرة ويكثر فيه الاسفاف ليتجاوز حاجز الملل والكلام المستهلك وعلى من يريد أن يتيقن فليطالع حديثين أو ثلاثة لأحدهم أو حتى لنجوم الرياضة السابقين من أهل الطلبات الإعلامية العالية بسبب رواج السوق الذي أشرنا اليه ويرى مدى التشعّب والشطحات بلا مبرر، المشكلة ليست في الظهور لو كان مدروساً وينطوي على أمانة الكلمة ومصداقية الطرح والحرص على سمعة البلد ورياضته ومنتخبه، بل إن أم المشاكل في الخروج عن جادة الصواب وممارسة التسقيط والتهوّر في الكلام المليء بالتجريح وتقليب آهات الماضي السحيق بشطحة ليست في أوانها من قريب أو بعيد، ولكنه يحصل للأسف الشديد فنرى النيل من المدربين واللاعبين والإدارات والأدية والإعلام الذي يدفع الثمن غالياً لبشاعة تصريحاتهم التي يتحمّل إعلامنا وزرها.
إن ما نشير إليه من تسابق محموم على الظهور في الفضائيات العربية والحديث بأية سلعة وإن كانت فاقدة الصلاحية هو ما نعده ضرباً للامانة الاخلاقية اولاً ويلقي بظلاله السلبية على مسيرة منتخبنا الوطني الذي تأهل عن جدارة واستحقاق الى الدور المقبل، ونتمنى جميعا ان يستمر مشواره في التألق والابداع لتحقيق افضل النتائج، وهذا الحديث يكون غالباً في ختام المطاف وفي الدقائق الاخيرة التي تمنح للمتحدث، ولكن ما فائدة التمني ونحن نشكك أحدنا بالآخر حتى بالولاء للمنتخب، حين يتحدث رئيس الاتحاد بأن المنتخب للعراق وليس لشخص رئيس الاتحاد أو أي عضو فيه ويوجه سهام نقده الى مجموعة من الرياضيين والإعلاميين بأن موقفهم غريب ومستهجن، لابد لنا ان أزاء ذلك ان نشخّص من حديثه مزايدة فاضحة على الولاء وتطبيق لعكس ما يدعيه بأن المنتخب للعراق وليس من املاكه الشخصية!
بصراحة مطلقة لقد لمسنا للأسف قلة احتراف في الخطاب الإعلامي سواء من الشخصيات الرسمية أو بعض الشخصيات الرياضية وحتى الإعلامية، وإن المصيدة المعدّة من البرامج في الفضائيات الخليجية يفلت من شباكها السوري والأردني واللبناني ويقع ضحيتها العراقي بسهولة مرعبة من خلال استفزاره بكلمة وخروجه عن النص ثم بعنوان وسؤال شكلي نراه يبتعد عن لبّ الجواب الى ما لا يعنيه بعيداً أو قريباً، قد تكون كلماتنا عابرة أو يظنها البعض في غير أوانها، ولكن هول ما نراه يومياً وما كنا نراه في السابق قد اضطرنا الى التنبيه والتذكير عنه، وتحية أخيرة لمنتخبنا وشبابنا الأبطال وجمهورنا الرائع.