TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: بورصة التصريحات

كلمة صدق: بورصة التصريحات

نشر في: 16 يناير, 2019: 06:53 م

 محمد حمدي

يشهد سوق الرواج الإعلامي الرياضي في بُرج سعده خلال هذه الأيام وحتى مطلع شهر شباط المقبل موعد اختتام بطولة كأس آسيا الكروية في الإمارات، ولا يستلزم الأمر سوى جولة بسيطة في أثير القنوات الفضائية والإذاعية ومواقع الوكالات يومياً في جميع البلدان العربية وليس عرب آسيا فقط حتى تستشف حجم وعدد البرامج الرياضية المتنوّعة فيها يومياً والتي تعاد لثلاث أو أربع مرّات في اليوم الواحد بتغطياتها المتشعّبة حول المباريات وما يسبقها، ولا أغالي أبداً إذا ما قلت أن حصّة الشخصيات الرياضية والإعلامية العراقية فيها هي حصّة الأسد أو أثر من ذلك يضاف لها انشطة الصحف الخليجية أيضاً.
ويقيناً أن من يحجّم أو يقل من الظهور الإعلامي على المحطات والقنوات المحلية من أعضاء الاتحاد الكروي العراقي المتواجدين بكثافة في الإمارات العربية هذه الأيام، تراهم يصدحون بحناجرهم وطلعاتهم البهية من الصباح الى المساء على القنوات العربية والأجنبية، ظهور مبالغ فيه الى الحد الذي تضيع معه الفكرة ويكثر فيه الاسفاف ليتجاوز حاجز الملل والكلام المستهلك وعلى من يريد أن يتيقن فليطالع حديثين أو ثلاثة لأحدهم أو حتى لنجوم الرياضة السابقين من أهل الطلبات الإعلامية العالية بسبب رواج السوق الذي أشرنا اليه ويرى مدى التشعّب والشطحات بلا مبرر، المشكلة ليست في الظهور لو كان مدروساً وينطوي على أمانة الكلمة ومصداقية الطرح والحرص على سمعة البلد ورياضته ومنتخبه، بل إن أم المشاكل في الخروج عن جادة الصواب وممارسة التسقيط والتهوّر في الكلام المليء بالتجريح وتقليب آهات الماضي السحيق بشطحة ليست في أوانها من قريب أو بعيد، ولكنه يحصل للأسف الشديد فنرى النيل من المدربين واللاعبين والإدارات والأدية والإعلام الذي يدفع الثمن غالياً لبشاعة تصريحاتهم التي يتحمّل إعلامنا وزرها.
إن ما نشير إليه من تسابق محموم على الظهور في الفضائيات العربية والحديث بأية سلعة وإن كانت فاقدة الصلاحية هو ما نعده ضرباً للامانة الاخلاقية اولاً ويلقي بظلاله السلبية على مسيرة منتخبنا الوطني الذي تأهل عن جدارة واستحقاق الى الدور المقبل، ونتمنى جميعا ان يستمر مشواره في التألق والابداع لتحقيق افضل النتائج، وهذا الحديث يكون غالباً في ختام المطاف وفي الدقائق الاخيرة التي تمنح للمتحدث، ولكن ما فائدة التمني ونحن نشكك أحدنا بالآخر حتى بالولاء للمنتخب، حين يتحدث رئيس الاتحاد بأن المنتخب للعراق وليس لشخص رئيس الاتحاد أو أي عضو فيه ويوجه سهام نقده الى مجموعة من الرياضيين والإعلاميين بأن موقفهم غريب ومستهجن، لابد لنا ان أزاء ذلك ان نشخّص من حديثه مزايدة فاضحة على الولاء وتطبيق لعكس ما يدعيه بأن المنتخب للعراق وليس من املاكه الشخصية!
بصراحة مطلقة لقد لمسنا للأسف قلة احتراف في الخطاب الإعلامي سواء من الشخصيات الرسمية أو بعض الشخصيات الرياضية وحتى الإعلامية، وإن المصيدة المعدّة من البرامج في الفضائيات الخليجية يفلت من شباكها السوري والأردني واللبناني ويقع ضحيتها العراقي بسهولة مرعبة من خلال استفزاره بكلمة وخروجه عن النص ثم بعنوان وسؤال شكلي نراه يبتعد عن لبّ الجواب الى ما لا يعنيه بعيداً أو قريباً، قد تكون كلماتنا عابرة أو يظنها البعض في غير أوانها، ولكن هول ما نراه يومياً وما كنا نراه في السابق قد اضطرنا الى التنبيه والتذكير عنه، وتحية أخيرة لمنتخبنا وشبابنا الأبطال وجمهورنا الرائع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram