علي حسين
تعوّدتُ في هذه الزاوية اليوميّة، أنْ أُقدِّم للقارئ العزيز الجديد في عالم الكتب، ورغم أنّ البعض يرى"بطراً"في مثل هذه الأحاديث، ولكني أحاول ألّا أحاصركم بأخبار"نزاهة"مثنى السامرائي، الذي اكتشفتُ بالصدفة أنه عضو في اللجنة المالية البرلمانية.. ياسلام..المتهم الرئيس في ملفّات وزارة التربية، والرجل الذي سيطر على عقود طبع الكتب المدرسية لسنوات، تحوّل من خلال علاقته بسليم الجبوري ومحمد إقبال من صاحب مطبعة إلى نائب يتمتّع بكلّ مميّزات الحصانة، كما أنني أخجل أيضاً من أن أشغلكم بمهرجان تأسيس حركة إرادة، وكيف أن كبار المسؤولين ذهبوا زرافات لتهنئة الزعيمة التي كانت تتهم الجميع بالانبطاح. ولن أُصدّع رؤوسكم بتقوى قياديّي حزب الدعوة مثلما أخبرنا النائب السابق عبد الكريم العنزي أنّ شروط حزب الدعوة للانتماء له مستوى عال من التديُّن، وعندما يقول له مقدم البرنامج أليس معظم المتقدمين للحزب متدينين، يجيب إنّ حزب الدعوة يعتقد أن التديُّن المطلوب للانتماء له يجب أن يكون أكثر مما موجود.. ربما سقيول البعض يارجل هذه مسألة تنظيميّة ومن حق أيّ حزب أن يضع شروطاً للانتماء له من أجل أن يُحسِّن أداءه.. وهذا كلام حقّ ولستُ في وارد الاعتراض على شروط حزب الدعوة، لكن اسمحوا لي أن أتساءل ماذا فعل متديّنو حزب الدعوة عندما تسلّموا السلطة.. الجواب متروك للقارئ العزيز وبإمكانه أن يجري مراجعة للسنوات الماضية، سيجد أنّ الكثير من القوى السياسية التي حكمت العراق تحت واجهة حزب ديني لا تعرف جوهر الدين الحقيقي، فهم يتحدثون في الفضائيات عن قيم الدين الحنيف، لكنهم عند جلوسهم على كرسي المسؤولية، ينتهكون كلّ مبادئ الدين وفضائله.
أُدرك وأعي أنّ جماعة"إرادة"سيضيفونني الى قائمة"المنبطحين"، ولكن اسمحوا لي أن أحدثكم عن كتاب أعدتُ قراءته للمرة الثانية تروي فيه مؤلفته الفرنسية جان ماري مولر إرادة التغيير التي كان ينشدها المهاتما غاندي، ففي صفحات الكتاب الذي أسمته"المتمرد"تأخذنا المؤلفة في مسيرة كان بطلها رجلا نحيلا قضى معظم حياته صائما، يتضامن مع المهمشين والمنبوذين، رفض أن يرتدي البدلة حتى وهو يقابل ملكة بريطانيا، لم يطلب من الناس أن ينضمّوا لحزبه، أرادهم فقط أن يحبوا بعضهم البعض من دون شعارات وبلا مزايدات سياسية، تخبرنا المؤلفة بحلم غاندي في بناء وطن لجميع أبناء الهند، :"ليس مهماً أن يتولى أمر البلاد مسلم أو هندوسي أو من طائفة المهمّشين، المهم والأهم أن يكون هنديّاً في المقام الأول والأخير"..