TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: السيد المستشار !!

العمود الثامن: السيد المستشار !!

نشر في: 21 يناير, 2019: 09:11 م

 علي حسين

أعرف أنّ النصائح والمناشدات ليست من شأن صحافي "ضعيف" مثل جنابي ، لكنّي في كل تشكيل حكومي جديد أعيش في حالة من التمني في زمن يرى فيه البعض من " جهابذة البرلمان " أنّ إرضاء المواطن عيب وجريمة .
اليوم نعرف جميعاً أنّ الخراب لا يحدث إلا في ظل مسؤول لا يسمع سوى صدى صوت المقربين منه ، ولا يعود هناك متسع لمستشارين يقدمون النصيحة ، بل أصوات حاشية تتنقل من مسؤول الى آخر .
في كل دول العالم يسبق المسؤول، مستشاروه. فيما المسؤول العراقي يصل من "الحزب والعشيرة" وهو يدّعي ختمه لعلوم الأرض والسماء. ويعتقد أن التفويض الذي منحته له الناس في صناديق الاقتراع، يسمح له بأن يتجاهل معايير الكفاءة، وأن يكون الانتماء الحزبي وحده هو معيار اختيار رجال الدولة، فنجده يختار المنتمي لحزبه أولاً، ثم المنتمي لعشيرته، ثم المنتمي إلى الأحزاب المؤيدة له.
ولهذا عزيزي القارئ إذا أردت أن تعرف كيف تدار الدولة العراقية ، فإن أسماء مستشاري رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ، ومعهم حاشية رئيس البرلمان ستدلك على أبعاد المحسوبية التي تتم فيها إدارة مؤسسات الدولة . منذ أيام وأنا أشاهد صورة " زعيمة " حركة إرادة حنان الفتلاوي تجلس مبتسمة أثناء استقبال رئيس الجمهورية لكبار الوفود .. وقرأت أنّ السيد الرئيس " مشكوراً " أعاد الى الخدمة عدداً من كبار " الجهابذة " في ستراتيجيات بناء الدول ، وعلى رأسهم حسن السنيد وإياد السامرائي ، وكان فؤاد معصوم من قبل قد تمسك بخبرة شيروان الوائلي والعليان ، اضافة الى بناته وشقيقه .
نقرأ الكثير عن مستشاري الرؤساء ، فقد كان الرئيس ديغول محاطاً بالكاتبين أندريه مالرو وفرنسوا مورياك. وفيما عيّن ميتران الفيلسوف ريجيس دوبريه مستشاراً له..وصنعت سنغافورة نهضتها العظيمة أولاً من خبرة رجال أكفاء اختارهم لي كوان بعناية ، وثانياً من النزاهة ، . والفارق كبير بين الذين يضعون مصلحة الدولة والناس أولاً والذين يريدون إرضاء الأحزاب السياسية ،
إن الاحزاب التي تصرخ في الفضائيات وتلطم ضد المحاصصة والطائفية ، تُصر على أن لاحكومة من دون تقاسم الحصص . اليوم يدرك العراقيون جيداً أنّ المستقبل يمكن أن يَئِدَ الماضي،ولكن بشروط أولها أن نتذكر ما حصل خلال الخمسة عشر عاما الماضية ، وأن يدرك السادة " الكبار " أن الفساد لايزال متغلغلاً في مؤسسات الدولة وان مفهوم المسؤولية يجب ان لايبقى حبيس اسماء ساهمت وروجت للخراب ومارست الدجل والانتهازية ..وكانت النتيجة دولة تتحسر على الكهرباء وتفتقرلأبسط الخدمات وتستجدي المساعدات .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram