علي حسين
وضعتُ هذا العنوان وأنا أتوقع أنّ البعض من القرّاء الأعزّاء سيقولون، على ماذا تتحدى يارجل؟ ألا تحسّ بالمسؤولية، لماذا أنت معدوم الضمير، تجلس وراء الكيبورد وتكتب بكلّ برود"أتحدّى"كان حريّاً بك أن تخجل من نفسك، لماذا لاتناقش المعركة على كرسيّ أمين بغداد الذي يصرّ تيار الحكمة على أنه الأحق به، فيما يعتقد"الأعزّاء"في دولة القانون أنّ بغداد يجب أن تتغنّي بأمجاد صلاح عبد الرزاق.
على أي حال، أعرف أن مثل هذه الموضوعات قد يضعني في خانة الكتّاب الأعداء للمسيرة الديمقراطية الظافرة التي توّجت قبل أيام بأن مدّت الحكومة العراقية يدها تطلب"الإحسان"من عشر دول لتقرضها أموالاً لاصلاح الكهرباء، ولم يسأل المسؤولون الأفاضل أنفسهم أين ذهبت الثلاثين مليار دولار التي صرفت على الكهرباء خلال السنوات الماضية.
وبسبب سلبيّتي هذه، كنت أتابع مواقع التواصل الاجتماعي، فوقع نظري على خبر طريف، هو قبول رئيس الجمهورية تحدّي أحمد البشير وتبرّع للمفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ولأنني لا أعرف المبلغ الذي تبرّع به رئيس الجمهورية، ولكني أًعرف جيداً أن بلاداً مثل العراق كانت قبل عقود قليلة تقدّم المساعدات إلى البلدان الفقيرة، فإذا بنا نستجدي دول الجوار لمساعدتنا في إعادة بناء مساكن تهدّمت في الموصل.
والآن هل تعرفون ما هو أهم تحدٍّ كان يجب أن يقوم به رئيس الجمهورية؟ أن يكشف للعراقيين لماذا تُصبح مدينة مثل دبي الأولى في مجال العيش والعمل، وبغداد تحصل على المراكز ما بعد الأخيرة.
ولأنني لا أملك ما أتحدى به سوى هذه الزاوية التي يصفها البعض بالمشاغبة وآخرون بالحاقدة، ولهذا لم أضحك منذ مدة طويلة قدر ضحكي على دعوة محمد الكربولي إلى أن يختار العراق النظام الملكي وان تسلم ادارة العراق لعائلة الكربولي لانهم من سلاسلة الملوك، وتوقفتُ طويلاً وأنا أبتسم عندما قالت عالية نصيف أنا بغداديّة وأحرصُ على العاصمة من الآخرين، ولأنني مفلس وفي القافلة أمين حتماً، سأنشر ثلاثة تحدّيات وأنتظر الإجابة عليها.
أتحدّى نوري المالكي أن يعيد لخزينة الدولة 126 مليار دولار، طبعاً لا أحد يعرف أين اختفت.
أتحدّى إبراهيم الجعفري أن يخبرني بمصير المكتبة التي كان يتباهى بها، وأين حلّ بها الدهر، بعد أن قرّر العودة إلى مسقط رأسه لندن.
أتحدّى أسامة النجيفي أن يعرف عدد مهجّري الموصل.