TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عن"كـــول" بسّام الراوي!!

العمود الثامن: عن"كـــول" بسّام الراوي!!

نشر في: 23 يناير, 2019: 09:20 م

 علي حسين

عندما كتب إدورد غاليانو كتابه"كرة القدم بين الشمس والظلّ"كانت العبارة التي أصرّ على وضعها على الغلاف تقول :"إنّ كرة القدم هي مرآة العالم، تقدم ألف حكاية وحكاية فيها المجد والاستغلال والحب والبؤس"، ولهذا من العبث الادعاء بأنني لم أكن أتابع فصول كأس آسيا، برغم انشغالي مثل كثير من العراقيين بمباريات أخرى تجري داخل قاعة مجلس النواب العراقي بطلها لاعب خط الهجوم الدائم فالح الفياض الذي يصر على أن يرتدي قميص رقم 10 طوال عمره، وشعاره إما التهديف في مرمى البرلمان أو تعطيل الحكومة، ولأننا في خضمّ الأهداف التي تصوّب في شباك هذا الشعب، انشغلنا أمس مع الفيسبوك بهدف آخر موازٍ لهدف فالح الفياض، وهو هدف بسام الراوي في مرمى الفريق العراقي، البعض هلّل وفرح،لأن في الأمرعقوبة للبرلمان والحكومة، وآخرون وهم كثر للأسف خرجوا علينا يشتمون كل ما يتعلق بمدينة راوة، لماذا ياسادة؟ يجيبك فيسبوكي :"لأنهم لم يزرعوا الوطنية، في نفوس أبنائهم!!". أفهم أن ينزعج الكثيرون من التصرف الأحمق الذي قام به اللاعب الذي لم يراعِ مشاعر أبناء بلده الأصلي، وانحاز لبلد منحه الجنسية والرفاهية، لكنّ الذي لا أفهمه أن نجد روّاد الفيسبوك ممن كان يتغنى الكثير منهم بفولتير ونظريته في التسامح، يطالب باستئصال كل أقارب اللاعب ومعارفه، هكذا يراد من العراقي أن لايغادر دولة الكراهية التي تصرّ على أن تجعل من الطائفة هويّة، بديلاً للمواطنة، كراهية تقوم على التمييز بين أبناء هذا البلد على أساس مدى قربهم من هذا الطائفة ودفاعهم عن تلك الطائفة، ولأنها بضاعة فاسدة ومغشوشة فإنّ أصحابها يفسّرون هدف بسام بأنه نهاية المطاف ولولاه لكان للعراق شأن آخر، مجموعات تعتمد على تحويل الخراب الذي تسبب به ساسة حوّلوا الوطن إلى مغارة علي بابا، إلى خطب عن الغيرة العراقية.
أُدرك أنّ المشهد كانَ مؤلماً، شاب يحتفل بخسارة منتخب وطنه، ولكنّي أدرك أيضا أننا جميعا مسؤولون عن هذا المشهد، وشركاء في ما جرى من مهازل. منذ سنوات وهذا الشعب يمارس لعبة"لا أرى لا أسمع لا أتكلم"، ويرفض أن يصدّق أنه يعيش عصر المهزلة بامتياز، استمرّ الخراب 15 عاماً وقُتلت الناس على هويّاتها، وشُرّد الملايين، ونُهبت المليارات، لكننا ظللنا نخرج كلّ أربع سنوات لننتخب"جماعتنا"من اجل ان يسجلوا"كول"ضد مستقبلنا وأماننا ورفاهيتنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram