اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: كما قالت كيسنجر"ة"!

العمود الثامن: كما قالت كيسنجر"ة"!

نشر في: 26 يناير, 2019: 10:01 م

 علي حسين

لعلّ أسوأ ما يحدث للكاتب، أن يضرب أمثلة بأشخاص كان قبل سنوات يهتف بسقوطهم، ويضعهم في خانة الأعداء، ماذا يحصل لنا، ونحن نرى العالم يتغير بين ليلة وضحاها، بينما نحن منشغلون بعريضة صباح الساعدي الذي قرّرَ أن يطرد الأميركان، ونسي أنّ هناك قوات تركية استعرضت اليوم عضلاتها في دهوك ضدّ محتجّين نددّوا بالغارات التي تقوم بها تركيا ضدّ مناطقهم، فقط قرأنا"بفرح"بياناً للزعيمة حنان الفتلاوي أكدت فيه أنها لاتزال ترعب العراقيين الفاشلين الذين يستكثرون عليها منصباً حكوميّاً.
عندما عُيّنَ هنري كيسنجر مستشاراً للأمن القومي عام 1969، بدا الأمر مفاجئاً للجميع، فليس من السهل أن يعطى هذا المنصب، لرجل مولود في ألمانيا، لكنّ هذا الرجل القصير استطاع أن يلمع في العالم فقفز من مجرّد صحفي يعمل في صحيفة أُسبوعية الى واحد من أهم رجالات السياسة الأمريكية، يجلس في مكتبه لتمرّ من أمامه كلّ الأوراق المتصلة بالشؤون العسكرية والداخلية والخارجية، واضعاً ضوابط سياسة صارمة، تذكرت كيسنجر هذه الايام وأنا أقرأ ما كتبته حنان الفتلاوي أيضاً على صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"تطالب القوة السياسية"بأن لاتجعل القاصي والداني يشمت بنا بعد أن عبرنا معاً إلى برّ الأمان بالبلد"
في روايته الشهيرة"القصر"أو القلعة كما في بعض التراجم، يحاول بطل فرانز كافكا أن يعلم أهالي مدينته أن الحقوق مسألة تستحق أن يقاتَل من أجلها الإنسان، وأن قانون القصر ليس مقدّساً. اليوم تتنوع علينا الخطابات والشعارات من دون أن يحافظ الساسة الأشاوس على كرامة الوطن، حيث تغيب العدالة الاجتماعية والنزاهة والمسؤولية الوطنية.
عاش العراقيون في ظل القائد الضرورة في أعوام العبور، كل عام يأخذهم الى عام آخر أكثر بؤساً. ولم يكن يعرض عليهم غير خطب الساعة التاسعة التي استبدلت بعد سنوات بخطب الأربعاء. الآن كل الطرق تؤدي الى عبور وهمي. هل هذا قدَر الشعب الذي اعتقد أنّ التغيير سيجعله يعيش عصراً جديداً من الأمان والرخاء، ولم يكن يتوقع أن فضائح الساسة وسرقاتهم ستنشرها الصحف الأجنبية لا المحلية، وأن لاتنمو في هذه البلاد سوى الطحالب السياسية التي ترفع شعار"النهب الكامل".
قبل سنوات شاهدتُ حواراً للراقصة الشهيرة نجوى فؤاد، قالت فيه إن هنري كسنجير كان يذهب لمشاهدتها ترقص في كل مرّة يزور فيها القاهرة.اليوم البركة في نوّابنا الأعزاء الذين يرقصون على مختلف الموائد بجدارة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

انخفاض القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة للشهر الماضي

غوغل تعلن عن ميزات جديدة للخرائط مع Waze

تشكيل تحالف 'المادة 188': رفض واسع لتعديلات قانون الأحوال الشخصية واحتجاج على المساس بالحقوق

 7 نقاط  حول التعامل الفعال مع حالات الأرق

سان جيرمان يقترب من حسم رابع أغلى صفقة في تاريخه

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram