علي حسين
انشغلت صفحات الفيسبوك بالعلم العراقي الذي أخطأت طائرة ملك إسبانيا فوضعت القديم بدلاً من الجديد ، البعض أقام الدنيا ولم يقعدها، واعتبر أنّ في الأمر إساءة للعراق يجب أن تحاسب عليها إسبانيا ، وغرّد النائب فائق الشيخ علي متألماً: " صعب، لأن دول العالم لا تعرف بأنّ عَلَمَنا قد تغيَّر منذ سنين" . وصعب ياعزيزي أن نوابنا الأعزاء يصمتون وهم يشاهدون أعلام دول الجوار تزاحم العلم العراقي في ساحات المدن العراقية .
في كل يوم نقدِّم درساً جديداً في الديمقراطية ، وكان آخرها تغريدة جمال الكربولي الذي بشّرنا " مشكوراً الآن ..الآن وليس غداً " الآن حصحصَ الحقّ.. العراقيون على موعد مع الحقيقة..وسينكشف الفاسد الحقيقي الذي سعى في أرضهم حراباً ودمر اقتصادهم وبنيتهم الاجتماعية".ياسلام يامعلم .. وكما يقول إخوتنا في بلاد النيل "انت معلم ومنك نتعلم" ، لكنك ياعزيزي نسيت أو تناسيت للأسف في زحمة الانشغال بحملتك " التويتريّة " على قضية الهلال الأحمر ومابعدها من صفقات ، مكّنتك من أن تصبح واحداً من أغنى أغنياء هذه البلاد .. ولن أسالك كم هو دخلك اليومي الذي تحصل عليه من الصفقات والعمولات .
يلعنُ ساستُنا الفساد على شاشات الفضائيات صباحاً ، لكنهم يجلسون معه مساءً في الغرف المغلقة ، ولا أعتقد أن القارئ العزيز بحاجة الى أن أعيد على مسامعه أسماء السادة " النُّهاب " ! ولكني سأروي لكم ما جرى لشقيقة ملك إسبانيا الذي انشغلنا عنه بأزمة العلم القديم ، فالرجل قدم قبل مدة شقيقته للقضاء وسحب منها الامتيازات الملكية ، بل وافق على قرار المحكمة بسجن زوجها ست سنوات ، لأنه تلاعب في مستحقات الضربية الخاصة به ، الآن هل تريد أن تسأل: هل كثير على هذا الشعب المسكين أن يسمع أو يقرأ أنّ أحد سياسييه بدلاً من أن يكتب تغريدات في تويتر يضحك بها على عقول الناس ، أن يودع السجن ،لأنه اختلس أموال الشعب .
ولأنّ التغريدات والتصريحات هي المتحكم الرئيس في كل حياتنا فيصعب أن نعثر على رقم واحد وحقيقي للمبالغ التي نهبت في مشاريع وهمية ، فاللعب بالأرقام سياسة حكومية مستمرة منذ أن أقسم السيد الشهرستاني بأنه سيجعل العراق في مقدمة البلدان المصدرة للنفط وأطلق تصريحه الشهير عن ثمار الزيادة في صادرات النفط،، ثم طور السيد المالكي الأمر بأن قال "إن العراقيين يعيشون أزهى عصورهم".
وعندما يستسهل المسؤول الكبير، السرقة والنهب ، يصبح كل شيء آخر بسيطاً أ. كالإصرار على أن يصبح الأصهار نوّاباً ، والأشقاء وزراءً ، وأبناء العمومة محافظين!