TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لماذا خاشقجي وليس مشذوب؟

العمود الثامن: لماذا خاشقجي وليس مشذوب؟

نشر في: 3 فبراير, 2019: 09:00 م

 علي حسين

عشنا الأشهر الأخيرة من عام 2018 مع المعركة التي دارت رحاها في العراق، بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث انقسمت القوى السياسية، محور يطالب بالقصاص من السعودية وينوح على حرية التعبير، وجماعة تشمت بالقتيل، وقنوات فضائية طالبت بتحرير الشعب السعودي. وقبل أن يعتقد البعض أنني أسخر من عملية قتل خاشقجي، أقول في هذه الزاوية كنت وما زالت متعاطفاً ومتضامناً مع كل إنسان يتعرض للظلم والقتل والتغييب سواء جمال خاشقجي أو غيره، ولكننا ياسادة ياكرام نواجه اليوم بعد مقتل أديب وأكاديمي عراقي بأهمية ومكانة الراحل علاء مشذوب حالة من الصمت ليست سياسية وإنما حكومية بامتياز، باستثناء بيان خجول من وزير الثقافة نعى الأديب الراحل، وكأن أصحاب البيان يعتقدون أن مشذوب مات بسبب نوبة ارتفاع في السكر أو بحادث سيارة، أما حامي الدستور رئيس الجمهورية فقد كان منشغل البال والاحوال بالحوار مع زعيمة حركة إرادة في نشر الازدهار و بـ"التوازن"بين العراقيين، فيما لايزال رئيس الوزراء يعتقد أن مشكلة العراقيين في الحواجز الكونكريتية، وبالتالي لايمكن أن أعتب على السيد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي فهو يؤدي مهمة جليلة في إنقاذ رئيسة وزراء بريطانيا التي تواجه سحب الثقة، وما تبقى له من الوقت يقضيه ليلا في"..."ونهاراً"نائماً"كما أخبر مؤتمر الكفاءات الذي وصله متأخراً جداً.
تعودنا منذ سنوات على إدمان مشاهد القتل، لم تعد أرقام الضحايا مهمة ولا حجم الخراب، في كل يوم مع خبر جديد، لكننا ننتظر متى تطل علينا عالية نصيف لتخبرنا أنها أيضا حقوقية وتفهم في القانون،ولهذا لابد من استشارتها عملاً بالمثل الشهير"اخذ الشور من....".
لقد تعودنا، للأسف أن مشهد مقتل مواطن عراقي ليس مهماً جداً، فهذا أمر عادي يحصل كل يوم ولايستحق بياناً من أعلى السلطات، ولا مؤتمراً برلمانياً. ولا خبر في الصفحات الاولى، ولا برقية تعزية، ولم نجد كلمة مواساة من رافع شعار"ولي الدم"أو استنكاراً من مجلس النواب، نحن شعب لا يحب برقيات التعزية، لاحظوا أن الذين تباكوا على جمال خاشقجي، لا يعنيهم مقتل كاتب عراقي، فهم مشغولون بتتبع أخبار محمد بن سلمان، مثلما البعض لاينام قبل أن يعرف هل سيحدث انقلاب في إيران، أما أن يُقتل ناشط وأديب عراقي، فالأمر مجرد حادثة بسيطة، يمكن معالجته بعد ان استعان رئيس الجمهورية بخبرة حسن السنيد الأمنية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram