اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: متى نرى وزيرة للدفاع ؟

العمود الثامن: متى نرى وزيرة للدفاع ؟

نشر في: 4 فبراير, 2019: 09:28 م

 علي حسين

بعد 44 عاما على رحيلها لاتزال أم كلثوم علامة من علامات الزمن الجميل ، وعَلماً من أعلام هذه الأمة التي استبدلت انت عمري بخطب الكفيشي والقرضاوي ، وكلمات الغزل بوصايا جهاد النكاح ، كانت للست جمهوريتها ومواطنون يرددون معها كل مساء وهي تشد على منديلها: "خذ عمري، عمري كله إلا ثواني أشوفك فيها" ، في عصر ام كلثوم كانت مصر ومعها بلدان العرب تبشر بثقافة جديدة تتمرد على ثقافة الغيب وعلوم الآخرة، إسماعيل مظهر يترجم داروين الى العربية وشبلي شمل يبشر بأفكار ماركس وأنجلز ، وسلامة موسى يكتب عن سوبرمان نيتشه، فيما الرصافي يكتب عن الاشتراكية بأنها :" وعد بمجتمع، لا سيد فيه ولا مسود،، يأخذ كل من فيه حقه بغير زيادة، ويعطي فيه كل حقوق الآخرين بغير بخس، وينتهي فيه طمع الطامع، كما ينتهي فيه حب الرئاسة ونزاع المتنازعين على مراكز التصريف والتدبير، فلا يحق لأحد أن يعتبر نفسه أنه أحق بهذه المراكز من أخيه " في ذلك الوقت أصر الزهاوي على ان يقود معركة السفور ” الى النهاية وهو يردد :
مزّقي يا ابنــــة العـــراق الحجابـــــــا
اســـفري فالحياة تبغي انقلابـا
اليوم نتذكر درس أم كلثوم عن الحب والفرح والمسرة ، حين نجد لبنان يضع أول امرأة على كرسي وزارة الداخلية ، بينما سلمنا هذا الكرسي لسنوات طويله الى عدنان الاسدي ثم كرمناه فسلمناه اللجنة الامنية في البرلمان ، دون ان يسأله أحد عن دوره الرئيس في فضيحة جهاز كشف " الزاهي " .
في الشكل نبدو دولة حضارية متقدمة، النساء حصلن على نسبتهن في البرلمان، فيما الواقع يقول إننا لا نعترف للمرأة بحق إلا حق الحمل وترضية رغبات سيد البيت. في الجوهر نحن وطن لا يحترم المساواة، ولا يرضى رجاله إلا بحق واحد هو السيطرة على كل شيء وأي شيء.
مشكلة الذين خاضوا حول السياسة هذه الأيام أنهم بلا ذاكرة وبحاجة الى من يقرب لهم وقائع التاريخ، ومشكلتهم أنهم يخرجون غالبا بنتائج واحدة، وهي أن الحاضر أفضل بالنسبة للمرأة، وأكثر وعداً، وأكثر تقدماً. ولا أعرف كيف ينظرون إلى مثل هذه الظاهرة، خصوصا أنهم لم يعرفوا التاريخ الذي يتحدثون عنه، صحيح أن المرأة لم تصل إلى البرلمان بهذه الكثافة ، لكن نزيهة الدليمي كانت أول وزيرة عربية .
لا أعرف أوجه للمقارنة ولكنني أرى أن العراق الذي يتباهى قادته بأنه قاد عرس الديمقراطية في المنطقة، يحرم نصفه الجميل من حقه في أن يتولى مناصب وزارية ، متناسين أن لاعرس حقيقياً من دون " نون " النسوة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

انخفاض القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة للشهر الماضي

غوغل تعلن عن ميزات جديدة للخرائط مع Waze

تشكيل تحالف 'المادة 188': رفض واسع لتعديلات قانون الأحوال الشخصية واحتجاج على المساس بالحقوق

 7 نقاط  حول التعامل الفعال مع حالات الأرق

سان جيرمان يقترب من حسم رابع أغلى صفقة في تاريخه

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram