TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: لا نريد هذا الانسحاب !

شناشيل: لا نريد هذا الانسحاب !

نشر في: 5 فبراير, 2019: 08:49 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

كلا الفريقين،الذين يريدون الإبقاء على قوات التحالف الدولي في العراق، والمطالبين بإخراجها مهدّدين بتحقيق ذلك بالقوة " في ليلة ظلماء"، لم يقدّم لنا أي أطروحة تقنعنا تماماً بوجهة نظره وتستميلنا إليها لنؤيدها ثم نصفّق لهم ونردّد : يا .. يعيش!!.
المطالبون بالإبقاء لم يشرحوا على نحو واضح وصريح المخاطر المترتّبة على الانسحاب الآن، وهي بالطبع مخاطر جمّة، فداعش لم يزل موجوداً وفعّالاً داخل الاراضي العراقية وفي سوريا، وتركيا وإيران ما فتئتا تمثّلان تهديداً واقعياً للأمن الوطني العراقي، والصراع الاقليمي والدولي لم تبتعد ظلاله وأشباحه عن العراق، بل العراق إحدى البؤر الرئيسة لهذا الصراع. القوات العسكرية والأمنية العراقية لم تتأهّل تماماً بعد لمواجهة كل هذه المخاطر وضمان الأمن والسلم الأهلي في البلاد.. خروق داعش اليومية دليل، وعمليات القتل التي تجري حتى داخل المدن المراقبة شوارعها بالكاميرات دليل، فضلاً عن الخطر الدائم المتمثل بانفلات السلاح وعدم سيطرة الدولة عليه وفعالية الميليشيات وعصابات الجريمة المنظمة والعشائر.
أما المطالبون بطرد قوات التحالف فليس عندهم سوى الصخب والضجيج باسم السيادة الوطنية التي تنتهكها يومياً إيران وتركيا ولا أحد من هؤلاء يريد أن يرى هذا أو يسمع عنه، وهذا من متطلبات الأجر المدفوع في سبيل الضغط لإخراج قوات التحالف كيما يظلّ الإيرانيون والأتراك طلقاء الأيدي يعبثون بشؤون البلاد الداخلية.
في نهاية 2011 واجهنا موقفاً مماثلاً. نوري المالكي الذي كان رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع والداخلية خضع لضغط إيران وجماعاتها بإنهاء العمل باتفاقية التعاون الستراتيجي مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي من دون دراسة العواقب المحتملة، ما ترتّب عليه انسحاب كامل قوات التحالف وانكشاف ظهر العراق أمام تنظبم داعش الإرهابي، وبعد أقل من سنتين ونصف السنة وقع أوخم العواقب باحتلال داعش ثلث مساحة البلاد وتهديد العاصمة بغداد بالسقوط.، فيما حلّت بالبلاد وقومياتها ومكوناتها المختلفة محنة تاريخية لا نظير لها تقريباً، الى اليوم لم يحقق َأحد في المسؤولية عنها، فذهبت أرواح مئات الآلاف من الناس ومعاناة الملايين من النساء والاطفال والرجال، وما يقدّر بعشرات مليارات الدولارات من الممتلكات، فداءً للسيد المالكي وشركائه في اتخاذ ذلك القرار التعيس الذي أطلق أيضاً يدي يران وتركيا في العراق على نحو غير مسبوق.
تريدون مرة أخرى إخراج القوات الاجنبية ؟ .. لا بأس.. لكن حتى لا نواجه محنة جديدة كمحنة 2014 لابدّ أن تقولوا لنا بالتفصيل ماذا أعددتم لما بعد الانسحاب.. هذا يتعيّن ان يشترك في وضع تفاصيله الحكومة ومجلس النواب الاتحاديان وحكومة وبرلمان كردستان، وكل هيئات الدولة ذات العلاقة، اضافة الى معاهد الابحاث ومؤسسات المجتمع المدني، فالامر يتعلق بمصيرالجميع وبمصير البلاد برمّتها. لا ينبغي أن نُلقى مرة أخرى في الجحيم كرمى لعيون إيران وتركيا وسواهما.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

 علي حسين ما أن خرج الفريق عبد الوهاب الساعدي ليتحدث إلى احدى القنوات الفضائية ، حتى اطلق بعض " المحلللين " مدفعيته تجاه الرجل ، لصناعة صورة شيطانية له ، الأمر الذي دفع...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

مثلث المشرق: سوريا ومستقبل الأقليات بين لبنان والعراق

سعد سلوم على مدار عقود، انتقلنا من توصيف إلى آخر: من "البلقنة" في سياق الصراعات البلقانية، إلى "لبننة" العراق بعد التغيير السياسي في أعقاب إسقاط نظام صدام حسين، وصولًا إلى الحديث اليوم عن "عرقنة"...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram