TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بالطلياني !!

العمود الثامن: بالطلياني !!

نشر في: 6 فبراير, 2019: 09:37 م

 علي حسين

ما إن ننتهي من قراءة رواية جميلة ومؤثرة ، حتى نتساءل من أين استمدّ الكاتب موضوعه ؟ لسنوات كنت أعتقد أن ألبرتو مورافيا كاتب مهتم بالنساء وعلاقاتهن ، مجرد حكايات عن العشق والجريمة راح المؤلف ينفخ فيها بأسلوبه ومخيلته . الآن اكتشفتُ وأنا أعيد قراءة كتب الإيطالي العجوز الذي عاش أكثر من 80 عاماً وكتب أكثر من 40 كتاباً ، أن صاحب الاحتقار وحكايات من روما كان يدرك أن " الخراب ينشأ في العالم عن الجهل واللامبالاة والافتقار إلى الفهم الذي يتوهم أصحابه بأنهم يعرفون كل شيء، ومن ثم يدّعون لأنفسهم الحق في خداع الآخرين"
أرجو من جنابك ألاّ تسخر من سذاجتي وتقول " يا رجل " ، ترطن بالطلياني في الوقت الذي يتدخل ترامب في شؤون العراق ، ولكننا ياعزيزي في هذه البلاد ، ننتخب ونصفق لمَن يشبه ترامب ، ونهتف بحياة من يتفوق عليه خطباً وتسلّية .
مشكلتنا ياعزيزي أنّ المسؤول عندنا أهمّ من الدولة ، في حين أنّ إيطاليا التي عيّنت محامياً مغموراً في أعلى منصب تنفيذي ، وأعني به ضيفنا العزيز جوزيبي كونتي هي نفسها التي منعت سياسيّاً من عيّنة سيلفيو بيرلسكوني من الوصول إلى كرسيّ رئاسة الوزراء ، بل إنها حكمت عليه بعقوبة "الخدمة الاجتماعية" في إحدى دور رعاية المسنّين على خلفيّة الحكم الذي صدر بسجنه بتهمة التهرّب الضريبي ، أما في هذا البلد المشاع ، فيمكن أن يعين النائب السابق مستشاراً ، وأن يظل جالسا على الكرسي طوال العمر ، ما دام هذا الكرسي يجلب الكثير من الاموال .
كنّا جميعاً أنتم وجنابي نحلم أن يكون العراق بعد عام 2003 بلاداً للرفاهية والعدالة والقانون ، وأن يخرجنا قادةُ العراق الجدد من عصور الخوف . لكنّ الذي حدث كان خارج الأحلام . اختُطف التغيير من قبل أحزاب سعت إلى أن تفصِّل الحكم على مقاسها الخاص ، وأصبحت العدالة الاجتماعية ، والتسامح والعيش المشترك مؤامرة ماسونيّة . ولم تعد هناك حدود للموت والقتل والخراب. وتحقّق شيء واحد: " دولة الفرهود"
في كل يوم يكتشف المواطن العراقي انه على حافة المجهول. والمجهول في كل المرة مؤلم، لأنه يتعلق بمستقبل الملايين من الناس الذين لايعنيهم معركة أحزاب السلطة على كراسي الحكومة ، ، ما دام الخراب يخيم على مؤسسات الدولة .
كان ألبرتو مورافيا يقول لايمكن ان تكون هناك إيطاليا إلا إذا اعترف السياسيون أن هناك دولة إيطالية قبل ان يكون هناك سياسيون ، مشكلتنا أن السياسيين يعتقدون أنهم وُلدوا قبل الدولة والوطن .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram