اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بغداد بين السيطرات و الأحزاب

العمود الثامن: بغداد بين السيطرات و الأحزاب

نشر في: 10 فبراير, 2019: 09:00 م

 علي حسين

من المؤكد أنّ قادتنا الميامين يمتلك الواحد منهم أكثر من جهاز تلفزيون. ومن المؤكد أنهم يشاهدون كل يوم كيف تتعامل الحكومات مع شعوبها . وأكيد أنهم تفرجوا مثلي على زوج ملكة بريطانيا الأمير فيليب وهو يحال الى المدعي العام بسبب حادث تصادم تورط فيه خلال قيادته لسيارته بالقرب من منزله ، وهو الامر الذي أثار موجة من الغضب ضد الامير الذي قرر التخلي عن رخصة القيادة ، وقدم اعتذاراً مكتوباً قال فيه : " أريد أن تعرفوا كم أنا آسف جدا لتسببي في الحادث "
ماذا ستقول أيها القارئ العزيز وأنت تقرأ مثل هذه الأخبار ، بالتاكيد البعض سيتهمني بالبطر ، بل وبخيانه المبادئ وسيكتب هل من المعقول أن تستشهد بنظام ملكي استعماري ، يارجل أين أفكار اليسار والتغني بالماركسية وسارتر والمرحوم جيفارا ، ماذا نفعل ياسادة ونحن نجد أنفسنا بعد سنوات من الخراب أسرى بيد مجموعة من المغامرين والفاشلين؟ . تسعى الحكومات " الكافرة " بأن تضع مواطنيها في مكان لائق ، فيما تصر أحزابنا " المؤمنة " في بلادنا على السير فينا إلى مجتمع الغابة وثقافة القطيع .
والآن هل تريد أن تسأل: هل كثير علينا أن يخرج أحد المسؤولين، ليقول إننا فشلنا في ترسيخ ثقافة المواطنة ومحاربة الفساد والانتهازية واللصوصية ؟ وهل من حقنا أن نعرف هل نحن رهينة أمزجة بعض الذين يتخذون من السياسة مهنة للتربّح والتجارة.. هل نستطيع ان نسأل ما هي المسافة التي قطعتها أحزابنا " المؤمنة "؟
حادث سيارة وقفت العائلة المالكة البريطانية تعتذر لامرأتين أصيبتا بجروح ، فيما رفض قادتنا الأمنيون الأشاوس عبور عتبة البرلمان ليجيبوا عن سؤال: لماذا تحولت العديد من مدن العراق خلال السنوات الماضية إلى مقابر جماعية؟
ياسادة نحن الشعب الوحيد الذي لا يعرف أي أخبار يرد وأي تصريحات يتقي، لم نعد أكثر من متفرجين على نوع جديد من المهازل ، كان آخرها ان الحكومة بشرتنا بأن بغداد ستكون بلا سيطرات ،وقبل ان يضاف هذا الخبر الى الانجازات العملاقة التي يتنعّم بها الشعب العراقي خرج علينا الناطق باسم عمليات بغداد ليقول القرار مجرد مزحة : " إجراءات رفع السيطرات قد يكون من أجل تغيير مكانها فقط " .
بغداد بلا سيطرات وأيضا بلا مقرات لبعض الفصائل المسلحة ،هذا اقصى ما نُفرح به هذا الشعب ، انسوا ان الاحزاب التي تجاوز عددها العشرات تستولي على كل شيء في بغداد .
عندما قرر الرئيس الاميركي جيفرسون أن يقدّم هدية إلى بلده قدّم مكتبته، في الوقت الذي نتحسر فيه هذه الايام على ابراهيم الجعفري وهو يرطن داخل مكتبته .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram