علي حسين
سأظلّ أكرّر القول ، اليوم وغداً وبعد غد، بأنّ المحبة وحدها هي طريق للخلاص من كل هذا الخراب ، الكراهية موت ودمار ، ونتائجها دائماً مقابر جماعية ، وأعتقد أن هذه البلاد " شبعت " من الموت المجاني ، ولم يتبقّ في روزنامتها يوم لاستذكار ضحايا جدد ، وأيضا سأظلّ أكرّر في هذه الزاوية الحديث عن ساحر أفريقيا نيلسون مانديلا ، ربما سيقول البعض ، ما الذي يمكن لكاتب ضعيف الحال والأحوال مثل جنابي أن يضيف الى رجل عاش حياته ومات من أجل أن يعيش ويموت محباً لكل الناس، بكل ألوانهم وأطيافهم وقومياتهم ودياناتهم.
منذ أيام ونحن نعيش معركة " تفكيكية " بين فصائل الحشد الشعبي ، مع الاعتذار للمرحوم جاك دريدا الذي ما إن يلفظ أحد اسمه في بلادنا التي تتباهى بعبقرية إبراهيم الجعفري ، فإن الجميع يسخر أو يبدو عليه الاشمئزاز من الفيلسوف الفرنسي الذي عاش 74 عاما من أجل مراجعة الافكار القديمة وتشذيبها وتفكيكها ..
في كتاب "ماذا عن الغد" يقول دريدا "إن الخصم الرئيس للبشرية هم صنّاع الخراب الذين يأخذوننا معهم كل يوم الى الهاوية . "
لم يكن دريدا قد اطلع على أحوال العراقيين بعد ظهور محمود الحسن ، فالرجل غادرنا ونحن نعيش سنة أولى ديمقراطية عام 2004 .
هل تريدون مزيداً من دروس التفكيكية ، هاكم ماجاء في تقرير وزارة التخطيط عن خرائط الفقر في العراق ..التقرير يشير الى ان "العراق الذي يمتلك أحد أهم و أكبر الاحتياطات النفطية ،نسب الفقر في العراق مرشحة للزيادة ، فضلاً عن أنّ نسب البطالة لعام 2018 قد ارتفعت بمعدل 30 %" وأتمنى عليكم أيضا أن تمسحوا من ذاكرتكم كل الخطب والبيانات التي بشرنا أصحابها بأننا سنكون خلال عام 2005 ، عفواً أقصد 2009 أعتذر ثانية 2011 ، لقد خانتني الذاكرة أقصد سنة 2017 ، سنصبح البلد الأول في التنمية ونسبة الرفاهية ، لاتنسوا أن همام حمودي قال لنا قبل أشهر :" لقد حققنا الحرية لكم ، لادولة مثلكم وعليكم أن تكونوا أهلاً لهذه النعمة " .
أمس خرج علينا همام حمودي مرة ثانية ليخبرنا أن العلاقة مع إيران قوية لايستطيع أحد تفكيكها ، سيقول بعض القراء ، لماذا تصرعلى أن تدخلنا عالم دريدا الصعب ، نحن نحب البساطة ونتمنى أن نخرج جميعاً لنحتفل تحت نصب جواد سليم بعيد حبّ العراق ، ولتذهب إلى الجحيم كلّ فتاوى ساستنا ، فنحن بدون الحب سنعيش حتماً في عتمة وظلام مع مسؤولين مصرّين على أن يورثونا " عبقرية " وحدة الجميلي .