ترجمة /المدى
بعد سيطرة تنظيم داعش على الموصل عام 2014 تم إغلاق أغلب مستشفيات و ردهات أمراض النساء والولادة في المدينة ، تاركين مئات الآلاف من النساء والفتيات في حالة صعبة من انعدام الرعاية . وقالت ، إيمان ، وهي أم من غرب الموصل لموقع UNFPA الخاص بصندوق رعاية السكان التابع للامم المتحدة " خلال حقبة داعش كنا في حالة سيئة حقاً . لم نكن نملك أي شيء ."
الطبيبة ابتهال الجبوري ، مديرة قسم أمراض النساء والولادة في مستشفى الخنساء ، تقول " قام تنظيم داعش بحرق المستشفى وتهديمها . عندما شاهدت لاول وهلة غرف التوليد والعمليات وهي محروقة ، لم استطع تمالك نفسي سوى البكاء ."
وتقول المنظمة الدولية إن الخدمات الصحية اليوم في الموصل ، بعد أكثر من سنة ونصف على طرد داعش من المدينة ، ما تزال على حالها ولم يتم استرجاعها بالكامل . وإن قدر اهمية الحاجة للرعاية الصحية آلان هي أهم ماتكون الآن مع عودة السكان لبدء حياتهم من جديد .
وقالت إحدى النساء ، طالبة عدم ذكر اسمها " عندما جاء داعش لمدينتنا بقي فيها إكثر من سنتين ، تعرضنا للمجاعة وقلة الأدوية . "
وكانت منظمات دولية قد تحركت لتوفير خدمات أين ما يمكن خلال المعركة .
وقالت الطبيبة ، تارين اندرسون ، مديرة مستوصف في مستشفى حمام العليل الميداني الذي ترعاه منظمة UNFPA " سعت منظمة ، صندوق رعاية السكان الى انشاء هذه المستشفى من لا شيء .كان ذلك خلال معركة الموصل عندما كنا قريبين نسبياً من الخطوط الأمامية ، بحيث إن وجود أي حالة مرضية محتملة يمكن جلبه لنا لتلقي الرعاية الصحية ."
ولكن الاضرار ماتزال باقية حتى بعد طرد داعش . واضافت الطبيبة ، اندرسون ، بقولها " هناك خدمات محدودة جداً لرعاية الأمومة والطفولة في المنطقة . كثير من المنشآت تم تدميرها خلال المعركة ." مشيرة الى أن تأثير الوضع الاقتصادي للازمة تركت آثاره على كثير من المرضى من الذين لايستطيعون تسديد كلف علاجاتهم أو الحصول على خدمات ضرورية .
وبوجدود شركاء محللين تقوم منظمة UNFPA الدولية بتقديم المساعدة لإعادة تأهيل منشات صحية بضمنها ردهات الولادة وأمراض النساء في مستشفى الموصل العام .
ويقول الطبيب إبراهيم " العمل يجري بسرعة وانتظام نحو اكمال خدمات الردهات بشكل كامل . حاليا نقوم باجراء ما يقارب من 10 الى 12 عملية ولادة قيصرية يومياً . في بعض الأحيان تجرى لدينا 20 الى 30 ولادة طبيعية باليوم ." مشيراً الى أن خدمات المنظمة الدولية تقدم مجانا .
تقول أيمان التي انجبت طفلها الخامس مؤخراً في المستشفى " كان من المفترض أن يتم توليدي طبيعياً ، ولكن في النهاية قرر الاطباء أن أجري عملية قيصرية لأنه ذلك أفضل للجنين . ولولا هذا لما اسطعت تسديد أجور العملية لاننا عائلة فقيرة ."
أما ما يتعلق بعلاج الحالات النفسية فان المعركة التي شهدتها الموصل القت بظلالها على الوضع النفسي لأهالي الموصل .
تقول الناشطة الاجتماعية ، سميرة ، التي تعمل في معسكر للنازحين خارج الموصل " كثير من الاشخاص النازحين وصلوا الى المخيم وهم يحملون معهم صدمات نفسية حادة."
وتستذكر إحدى اهالي الموصل طلبت عدم ذكر اسمها " عندما جاء مسلحو داعش اضطررننا للهروب مشياً على الأقدام ، كنت حاملا ، هربت أنا وابني الى معسكر قريب بعد أن قام داعش بقتل زوجي ." وتتلقى المرأة الآن خدمات رعاية نفسية في مركز للنساء تابع لمنظمة صندوق UNFPA لرعاية المتضررين .
وأضافت بقولها " قبل أن آتي الى المركز كنت تعبة جدا . ولكن عندما بدأت بالمجيء الى المركز بين حين وآخر بدأت اشعر براحة نفسية."
خلال العام 2018 قامت منظمة صندوق رعاية السكان UNFPA بدعم 14 عيادة طبية لرعاية الصحة النسائية والولادة بالاضافة الى ستة مستشفيات في المنطقة . وأوصلت خدماتها لما يقارب من 360 ألف أمرأة وعشرات الآلاف من الفتيات والرجال والأولاد ، مع خدمات صحية للنساء الحوامل ورعايتهن بضمنها استشارات طبية وصحة العائلة ومساعدات اخرى .
ووفرت المنظمة مساعدات علاجاً نفسياً لأكثر من 100 ألف امرأة و 71 ألف فتاة و 32 ألف رجل و 29 ألف فتى تعرضوا لازمات نفسية جراء حكم داعش ومعايشتهم للحرب مع توفير رعاية صحية ومشورة طبية لهم .
عن منظمة UNFPA