TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: إقالات شبكة الإعلام غير مجدية!

شناشيل: إقالات شبكة الإعلام غير مجدية!

نشر في: 23 فبراير, 2019: 09:06 م

 عدنان حسين

إقالة الزميل مجاهد أبو الهيل لن تحِلَّ مشكلة شبكة الإعلام العراقي ولن تُنهي محنتها المتواصلة منذ تأسيسها، مثلما لم يحصل شيء كهذا بإعفاء وفصل وإنهاء خدمات رؤساء الشبكة ومدرائها السابقين منذ ما بعد الراحل جلال الماشطة حتى اليوم.
مشكلة الشبكة أو محنتها لا تتعلّق بالأشخاص فقط .. إنها تتّصل في المقام الأول بالنظام (سيستم)) المعتمد في تعيين الرؤساء والمدراء وعموم العاملين في الشبكة .. إنه نظام لا يصلح أبداً لمؤسسة إعلامية أو غيرها، عامة كانت أو خاصة... هذا هو سبب فشل الشبكة، بل دمارها .. هذا ما يتوجّب إدراكه، فإذا عُرِف السبب بطُل العجب كما قيل.
من المفترض أنّ الشبكة مستقلة.. هي بموجب الدستور هيئة مستقلة، لكن المحنة الحقيقية أنها وسائر الهيئات الموصوفة بالمستقلة لم تكن يوماً كذلك حتى بأدنى الدرجات والمستويات. القوى السياسية المتنفذة في الحكومة، وبخاصة التي حكمت بقوة أكبر ومدة أطول، وهي بالذات ائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة الإسلامية وزعيم الاثنين نوري المالكي، لم يحترموا حكم الدستور بِشأنها والهيئات الأخرى.. هؤلاء أجهزوا على استقلالية الشبكة وسائر الهيئات، والسبب أنهم تعاملوا مع هذه الهيئات بوصفها إحدى واجهات الائتلاف والحزب وديوان رئيس الوزراء وبوصفها أيضا دجاجة تبيض ذهباً لهم، فكانوا أن استثمروها سياسياً، أو هكذا ظنّوا، واستثمروها مالياً فاستحوذوا من خلالها على عشرات، بل ربما مئات ملايين الدولارات من المال العام.
يذهب الآن مجاهد أبو الهيل، وقبله ذهبت نصف دزينة أو أكثر من الرؤساء والمدراء، والشبكة بقيت تعاني المشكلة ذاتها وتكابد المحنة نفسها. وبعد أبو الهيل ستبقى الحال على ما عليه لمدة نصف قرن ما دام "السيستم" المعتمد في التعيينات والإدارة على حاله لا يتعدّل ولا يتبدّل.
في شبكة الإعلام وخارجها يوجد العشرات من أفضل الكفاءات الإعلامية ومن أذكاها، لكنها غير مستثمرة على النحو الصحيح بسبب وجود من هم غير أكفاء وغير خبراء وغير نزيهين في الإدارة، وهذا يرجع إلى تدخّل القوى السياسية في عملية تعيين الكوادر.
علاج أيّ مشكلة أو محنة مثل علاج أيّ مرض، يكون أولاً بتشخيص المرض على نحو ناجع ووضع خطة علاج مناسبة تفضي إلى الشفاء.. هذا ما لم يحصل في شبكة الإعلام ولا في أي هيئة أخرى . كلّ "العلاجات" المتّخذة" يضعها "الأطباء" السياسيون" الذين لا يتقنون المسك بمبضع ولا وضع سماعة على الأُذن، والنتيجة أنّ مئات ملايين الدولارات قد أُهدرت هباءً من دون عائد مناسب لصالح فاسدي الشبكة والقوى السياسية الواقفة وراءهم، فيما آخرون أنفقوا موازنات أقل بكثير وحققوا عوائد جيدة.
مشكلة الشبكة لا تُحلّ إلا برفع أيدي السياسيين وإيلاء المهمة إلى خبراء الإعلام من الشبكة أولاً بمعونة زميلات وزملاء لهم من خارجها.
كلّ الإجراءات السابقة كانت دائماً أبعد ما تكون عن العلّة وعن العلاج الناجع، فلا تتأملوا خيراً بمجرد إعفاء أبو الهيل أو غيره من وظيفته.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram