TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: فوزي الأتروشي يستحقّ هذا التكريم..

شناشيل: فوزي الأتروشي يستحقّ هذا التكريم..

نشر في: 24 فبراير, 2019: 09:07 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

يستحقّ الشاعر والكاتب الكردي الراحل فوزي الأتروشي أن تُرسم صورته على لوح من الرخام أو الزجاج يُعلّق في أحد أروقة وزارة الثقافة في بغداد.
هذا الاستحقاق متوجّب ليس لأن الأتروشي كان حتى رحيله أول من أمس يشغل منصب وكيل الوزارة منذ سنوات عدة، ولا لأنه ممثل لحزب رئيس في الحركة الوطنية العراقية والحركة القومية التحررية الكردية (الديمقراطي الكردستاني) في الحكومة الاتحادية.. فوزي الاتروشي يستحق هذا التقدير بذاته، فهو على مدى عقود كان شخصية ثقافية نشيطة في المشهد العراقي العام وفي المشهد الكردي. عمل في مؤسسات الإعلام والثقافة الوطنية العراقية، بما فيها التي انبثقت في حقبة المعارضة لنظام صدام الدكتاتوري. وبعد سقوط النظام اتّخذ من بغداد مقراً ومستقراً له ليكون من أبرز النشطاء الثقافيين الكرد، فلم يغب عن أي فعالية ثقافية عربية أو كردية أو تركمانية أو كلدو آشورية.. كان دائماً في قلب كل فعالية ثقافية ومن نجوم المنتديات الثقافية، وتميز بمبادراته الهادفة الى تشجيع المثقفين الشباب خصوصاً. ومن خلال موقعه في وزارة الثقافة سعى بوضوح لخدمة الثقافة الوطنية والمثقفين الوطنيين، ولم يعرف عنه أي انحياز قومي أو حزبي.
الأتروشي أعاد إلينا في حقبة ما بعد 2003 المترعة بالبؤس بعضاً من جماليات حقبة الخمسينيات - السبعينيات وما قبلها من القرن الماضي، عندما كانت بغداد تزخر بمثقفين كرد بارزين أسهموا في تشكيل وتطوير الثقافة الوطنية العراقية متعددة القوميات واللغات واللهجات وكتبوا نصوصهم وأبحاثهم باللغتين فأغنوا الثقافة الوطنية العراقية بتجاربهم الثرّة، من أمثال بلند الحيدري وشيركو بيكه س وفلك الدين كاكائي وعز الدين مصطفى رسول وجمشيد الحيدري ومحيي الدين زنكنة ومحمد ملا عبد الكريم وكمال غمبار وعباس البدري، وقبلهم محمد صدقي الزهاوي وبعدهم برهان شاوي وكولالة نوري وفينوس فائق وسواهم بالعشرات مما لا يتسع المجال هنا لذكرهم جميعاً.
لك الذكر الطيّب، ولترقد روحك الجميلة بسلام، فوزي الجميل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram