اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: فيتنام والعراق

العمود الثامن: فيتنام والعراق

نشر في: 25 فبراير, 2019: 09:19 م

 علي حسين

يقف معظم ساستنا أمام شاشات الفضائيات ليشتموا أميركا ويحذّرون ترامب من دسّ أنفه في الشأن العراق ، وسواء كان الامر جدياً ، أو مجرد استعراض صوتي ، فإن النتائج دائماً ما تكون كارثية ومثيرة لأن أميركا لاتزال ترى أنّ ما يجري في العراق ، لعبة لا تحتاج سوى الى تغيير في الوجوه والأقنعة، ولهذا لاهم ترامب ان جهابذة ائتلاف دولة القانون يوقدون الشموع كلّ عام احتفالاً بطرد الأمريكان ، وكنا عشنا خلال السنوات الماضية مع فصول من الاستعراضات كان أبرزها الهجوم " النووي " الذي شنّه آنذاك حسين الشهرستاني ضد واشنطن ،لأنها تأمّرت عليه ومنعته من تصدير الكهرباء العراقية الى دول الجوار ، وسمعنا وشاهدنا أهازيج مشعان الجبوري الذي أفشل من خلال قناته الزوراء مشروع بوش للشرق الأوسط الجديد ، وفي موجة الشعارات والصرخات .. الخدمات غائبة والاقتصاد لاوجود له ، والبرلمان يراوح في مكانه ، والحلبوسي يستعرض بفديواته مكارمه التي يغدقها على العراقيين .
سيقول البعض يارجل ، لماذا تريد أن تُحوّل الجد الى سخرية ، ألم ترَ المؤامرة الاميركية ، لماذا اصبحت لاتتابع اخبار الزعيمة " الإصلاحية " حنان الفتلاوي ، التي تحولت مؤخرا الى " مقاوِمة " لإسرائيل !! ، ياجماعة أنا كلما أشاهد مسؤولا عراقياً أصيب بحالة من التوقف عن الفهم ، وكلما شاهدتُ جلسات البرلمان ازددتُ جهلاً وضياعاً. وهناك بعض السياسيين أتابعهم أينما ظهروا، من أجل أن يتضح لي ما كان غامضا في المسرح الكوميدي .
وقبل أن أستعرض لكم معاناتي من خطب الساسة كنت أنوي أن أكتب لكم عن خبر مثير ، جرت احداثه في هانوي عاصمة فيتنام التي كانت ذات يوم رمز المقاومة العالمية ضد الاميركان ، الخبر يقول ان هانوي قمة بين ترامب ورئيس كوريا الشمالية .. ولو قلت هذا الكلام قبل عشرة أعوام لاتهموك بالجنون .
قبل أيام أعدت قراءة كتاب الفرنسي "جاك اتالي"، الذي يروي فيه حكايات السنين المقبلة ، والمستقبل الذي ينتظر بلداناً مثل الصين والهند والبرازيل وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية ، ولم ينس أن يضع معها سنغافورة واندونيسيا وفيتنام . يقول أتالي : هناك دول اختارت أن تحجز لها مكاناً في الصفوف الاولى من عربة المستقبل .
يكتب الجنرال جياب في مذكراته : " من يريد أن ينتصر في معركة الحياة عليه أن يترك الشعارات ويلتفت للمستقبل ،لان العالم سباق وبقاء، مع الناجحين لا مع المخادعين ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram