أحمد فاضل
باربرا ستانويك ( 1907 – 1990) إضافة إلى جمالها الهادئ فهي ممثلة رائعة كانت قد رُشحت لجائزة الأوسكار وكانت نجمة سينمائية وتليفزيونية ، اشتهرت خلال مسيرتها الفنية التي دامت 60 عاماً ببراعتها الشديدة وتنوعها ، بالإضافة إلى حضورها القوي وكانت المفضلة لكثير من المخرجين ، مثل سيسيل دي ميل وفريتز لانغ وفرانك كابرا ، ستانويك كانت تشع جمالاً وذكاءً وهي تخطو على متن سفينة سياحية تمخر المحيطات في كوميديا المخرج بريستون ستورجس عام 1941 " السيدة حواء " حيث لعبت دور جين تلتقي بايك " هنري فوندا " الذي سرعان ما يجد فيها ما يبحث عنه ، ليعيش قصة حب جارفة معها دون أن يعلم مأربها ، الفيلم أعادت عرضه السينما في لندن حالياً كجزء من معرض يستذكر هذه النجمة العملاقة .
وكونها تريد أن تكون غنية في كل شيء ، حتى في رغباتها التي كثيراً ما تستبدلها بتصرفات طفولية حالمة مقصودة حيث وفرت ستانويك أداءً شجاعاً مبهراً وهي واجهة لتعدد استخداماتها المتألقة ، تبدأ القصة بسفر " جين " مع والدها الذي يكنى بالعقيد " هارينغتون " الذي يتقمص دوره الممثل تشارلز كوبيرن بمواجهة أب وابنه وهما من المقامرين المحترفين اللذان تميزا بالغش في اللعب ، يقابل كل هؤلاء "تشارلز بايك " الذي يضطلع ببطولته هنري فوندا وهو عالم بيولوجي ولديه سلة في مقصورته تحمل أحد أنواع الثعابين غير المكتشفة سابقاً ، عثر عليها في رحلته الأخيرة إلى الأمازون حيث يتعرف في موقف طريف في إحدى السفن السياحية على جين ، فتنشأ بينهما علاقة حب تتطور في طلبها للزواج من ابيها الذي يرفض طلبه بداية إلا إذا منحه صكاً بمبلغ كبير بحجة أنها تمتلك ثروة كبيرة قد يقاسمها فيها في المستقبل ، لكنه يكتشف أن كل ذلك الحب الذي كانت تبديه له هو في حقيقة الأمر خدعة ، لكنهما يعودان للإلتقاء مرة ثانية في مكان وزمان آخر دون أن يتعرفا على الماضي الذي اجتمعا فيه من قبل .
امتلك كل من ستانويك وفوندا قدرة هائلة على التأثير في المشاهد في هذه الرومانسية المبهجة التي سيستعيدها الأجداد والأبناء في عرضها كواحدة من أيقونات الزمن الجميل للسينما ، عرض الفيلم لأول مرة في مدينة نيويورك في 25 شباط 1941 ، ودخل حيز الإصدار العام في 21 مارس / آذار من ذلك العام وتم تصنيفه كواحد من أفضل 10 أفلام في تلك السنة في مبيعات شباك التذاكر ، وقد تم إصداره على شريط فيديو في الولايات المتحدة في 12 تموز 1990 ، وتمت إعادة إصداره لاحقاً في 30 حزيران 1993.