TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: هل سيُحاسَب أحمد الجبوري ؟

العمود الثامن: هل سيُحاسَب أحمد الجبوري ؟

نشر في: 2 مارس, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

لأنّ الله رحيم بعباده من العراقيين، فقد تلقينا بسرور بالغ قبل أيام الخبر الصادر عن النائب " الهمام " أحمد الجبوري الملقب بـ أبو مازن والذي يؤكد فيه أنه حصل على ملايين الدولارات والمناصب ، والصفقات لأنه ظل يناضل خلال 12 سنة ، ولهذا فإن ساعته الرولكس التي تجاوز ثمنها الخمسة عشر دولاراً أمر عادي ، وهي متاحة أمام جميع العراقيين مثلما بشّرنا " مشكوراً " .
وتتذكرون معي كيف خرج علينا هذا المناضل أحمد الجبوري أبو مازن ، ليطالبنا بأن نعطيه ثلاثين مليون دولار كي يصرفها على الكاولية ! فهي في نظره أفضل من العملية السياسية التي لاتريد أن تعطي رجلاً بحجم أبو مازن حقه ، فمنصب وزير ومحافظ ، وعرّاب صفقة رئيس البرلمان ونائب أو نائم دائم على قلوب العراقيين لاتكفي مسيرة أحمد الجبوري الذي طالبنا بأن نسميه " الزعيم " ، وهكذا تنفسنا جميعا الصعداء مع الحوار الذي أجرته قناة آسيا معه ، والذي فتح باباً من الأمل لإمكانية أن يعرف الشعب قدره ، وأن لا يدسّ أنفه في كل قضية، ويطارد مسؤوليه "النزيهين " متهماً إياهم بالفساد ونهب ثروات البلاد، ولم يكتف " الزعيم " أبو مازن بذلك بل أخبرنا أنّ أهالي صلاح الدين يطيعونه طاعة عمياء !
هل حضرتك عزيزي المتفرج متفاجئ من الحالة؟ هل السيد أحمد الجبوري وهو يقول إن العملية السياسية " طايح حظها " مع انه يفرهد من خلالها الملايين من الدولارات ، ويملك مئات الكيلومترات من الاراضي ، هل كان يعرف جيداً أن لا أحد سيحاسبه، وأن فعلته احاديثه وشاءه الذمم في البرلمان كأنها لم تكن، وأن هيئة البرلمان مشغولة بالفضيلة والأخلاق !
مهمة النائب أن يرتقي بالعمل السياسي ، ويعمّق رؤيته، ويضع هموم الناس تحت المجهر، والآن، نشاهد على الفضائيات مقاطع ساذجة لسياسيين يتميزون بسوء التعبير والخلوّ من أي جملة مفيدة وإلا ما معنى أن يصدِّع رؤوسنا أبو مازن باعتباره زعيماً لاينافَس في تكريت وأن الناس تطيعه طاعة عمياء ، وأن عدم سماع كلامه سيُدخل محافظة صلاح الدين في مأزق عظيم، ولكن ياسيدي النائب هل هناك مأزق أكثر من مشاهدتك في اليوم ثلاث مرات ومنذ سنوات ؟!
اليوم الكلّ صار نجم الشاشة الصغيرة ، الكل يتفنن في بثّ سموم الانتهازية والطائفية ، وإرشاد الناس كيف يصبحون صالحين من خلال انتخابهم، ولم نتوقع أن يكون آخر هذا " اللغو الذي يقول صاحبه انه يستحق كل هذه الثروة لانه " مناضل" ! .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram