TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ياعزيزي الناطق !!

العمود الثامن: ياعزيزي الناطق !!

نشر في: 3 مارس, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

أحاول دائماً أن أتذكر، وأنا أقرأ وأُشاهد أخبار هذا الوطن ، تجارب الشعوب التي عانت الظلم والاضطهاد . في كل مرة أقرأ سيرة جديدة عن مانديلا ، أو غاندي ، أو ماجرى في ألمانيا على يد كونراد أديناور العجوز الذي قاد بلاده وهو في سن الثالثة والسبعين واستطاع خلال سنوات قليلة أن يجعل من المانيا المهزومة، واحدة من أقوى اقتصاديات العالم.
يصنع التاريخ أولئك الرجال الذين خرجوا من طائفيتهم ومذهبيتهم الى فضاء أوسع، المتعصب لايصنع اللحظة التاريخية.لم يكن غاندي صاحب ائتلاف كبير مثل ائتلاف الإصلاح أو البناء ، ولا نادى بدولة القانون مثل المالكي، ولا رفع شعارات عن الإصلاح والتكنوقراط كان مجرّد رجل نحيل يرفض أن يخدع الناس بخطب زائفة .
بالامس وكالعادة أخبرنا الناطق الرسمي باسم مجلس القضاء عبد الستار البيرقدار " عدم وجود حكم أو مذكرة قبض بحق أي شخص بدوافع سياسية " ، كلام جميل ، لو انه طبق على أرض الواقع ، لما كان للقضاء أن يطارد سنان الشبيبي الخبير الاقتصادي بتهم مضحكة ، وحصل الامر مع القاضي رحيم العكيلي الذي وجد نفسه منفياً من بلاده لمجرد أن صاحب الصولجان غاضب عليه ، أليست هذه كانت قضايا سياسية ؟ ولهذا ما إن أسمع مثل هذه الاحاديث المضحكة حتى أجدني أشغل نفسسي بالبحث عن أسماء السياسيين الذين أنقذوا بلدانهم من السقوط في بئر الكراهية والثأر .
قبل أيام قرأت تقريرا مثيرا عن رواندا ، هذا الاسم بالتاكيد سيذكركم بالمليون قتيل الذين تقطعت أجسادهم بالمناجل ، في معركة بين طائفتين ، وكان العالم يشاهد عبر الفضائيات عشرات الالوف من الناس يسيرون خلف بعضهم البعض وعلى رؤوسهم طعام قليل وملابس ، كان هذا كل ما يملكون.
والآن التقارير التلفزيونية والصحفية تخبرنا أن رواندا تحولت من "الإبادة الجماعية" إلى عاصمة السياحة بفي افريقبيا ، فقد تغير الوضع حين قرر ساستها أن يبدأوا مشروعا حقيقيا للمصالحة ، وليس مشروعا على غرار مشاريع عامر الخزاعي الكوميدية ولا على طريقة بيانات هيئة المساءلة والعدالة ، فقد اعتمدت الحكومة سياسة "الاتحاد والمصالحة، " لتحقيق التسامح بين الناس واستئناف العيش المُشترك .وكان اهم قرار ان كثّفت السلطات الجديدة الجهد للقضاء على الفساد المالي والإداري، كما توجّهت السلطات إلى الزراعة كونها النشاط الرئيس للبلاد حينها،. وخلال سنوات قليلة، بدأت النتائج تظهر ، فقد حققت رواندا أحد أسرع معدلات النمو في العالم ، متفوقة على إيطاليا والبرازيل والهند..فيما نحن لانزال ننتظر بيانات الناطق بأسم أي شيء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram