سامي عبد الحميد
2-2
من الصين قدمت فرقة المسرح الوطني الصيني مسرحية بعنوان (أمير لا نلينغ) مأخوذة عن قصة أسطورية ومن بولندا قُدم عرضٌ للدمى مستوحى من قصة فولكلورية بعنوان (توبا والملائكة) . ومن إيطاليا قدم عرض للدمى أيضاً اعتمد بالدرجة الأولى على حكايات أسطورية وبعنوان (الأرض الأم) .
بالاضافة إلى العروض المسرحية أقيمت ورش وندوات فكرية . أقام (جايلز فورمان) من بريطانيا ورشة للتمثيل اهتم فيها على تحليل الشخصية الدرامية وحياتها الداخلية والخارجية. وأقام (فيرينك فيهير) من المجر ورشة للرقص . وأقام (ويلي براجر – اينا) من بلغاريا ورشة للأداء في الأساليب الفنية المختلفة . وأقام (أريك النورفر ) من سويسرا ورشة تخص كتابة المسرحية . وأقامت (فلوريانا فراستر) من ايطاليا ورشة تخص استخدام الأقنعة في العروض المسرحية .
كانت هناك ندوتان فكريتان رئيستان الأولى عن التجريب والمسرح التجريبي والثانية عن المسرح والحرب تحت عنوان (المسرح ودوي القنابل) أما الندوة الأضافية فقد خصصت لتقييم المهرجان سابقاً وحالياً .
في افتتاح المهرجان تمّ تكريم عدد من المسرحيين الأجانب إضافة إلى المصريين (عزت العلايلي) و(ناجي شاكر ) وفي ختامه تمّ تكريم اثني عشر مسرحياً عربياً من رواد المسرح مؤلفين ومخرجين ونقاد .
بعد هذا لابد لي من أن أؤشر عدداً من ملاحظاتي حول المهرجان إدارة وعروض وورش وندوات:
أولاً: تميّز المهرجان بحس إدارته تنظيمه وضيافته للمشاركين كما هو الحال في دوراته السابقة.
ثانياً: لم تشارك في المهرجان أية فرقة من فرق المسرح التجريبي المشهورة عالمياً مثل (المسرح الحي) و(مسرح الشمس) و(مسرح أودين) .
ثالثاً: بحسب اعتقادي فأن اطلاق مصطلح (التجريب) ، على كل ماهو مخالف للمألوف أم معارض للتقليد ، توجه خاطئ .
رابعاً: بناءً على ما جاء في أعلاه سارت معظم العروض المسرحية المشاركة في المهرجان في المجرى نفسه وبناءً على ذلك فقد كانت المستويات الفنية ضعيفة وربما اقترب البعض من العروض إلى مستوى الهواية .
خامساً : تم قبول مشاركة عدد من المسرحيات التي سبق وأن شاركت في مهرجانات سابقة أو كونها عرضت للجمهور ومنها العروض المصرية ومسرحية (الخادمتان) لجواد الأسدي ومسرحية (صولو) لمسرح "أكون" المغربي ومسرحية (العنف) التونسية ، وهكذا يفقد المهرجان جانباً من تميّزه .
سادساً: ومن الظواهر الغريبة التي شهدتها في عدد من العروض المسرحية العربية بالذات وبما يخص الإضاءة فقد غلبت العتمة والإضاءة الخافتة في تلك العروض حتى كاد المتفرج لا يشاهد تعبيرات وجوه للممثلين وتلك الظاهرة مخالفة لأبسط قواعد الإظهار الاختياري . وهناك ظاهرة غريبة أخرى لاحظتها تخص أزياء الممثلات بالذات فقد ارتدت الممثلات في عدد من العروض العربية ملابس سوداء ، وكأن المخرجين العرب راحوا يقلدون بعضهم البعض الآخر .
سابعاً : لاحظت أيضاً ، وكان المخرجون العرب يقلدون بعضهم البعض الآخر في توجيه الممثلين إلى اللجوء إلى الصراخ المفاجئ والحركات العنيفة غير المبررة أحياناً وذلك بحسب اعتقادي وبحسب ظنهم إنهم بذلك يجذبون المتفرج .