بغداد: عبد العليم البناء
على وقع عوالم السينما الساحرة والمدهشة اختتمت الدورة الرابعة من مهرجان (3دقائق في 3أيام السينمائي ) التي انطلقت في الثالث من آذار الجاري واستمرت لغاية الخامس منه وتنظمه مؤسسة بغداد للسينما والفنون.
مهرجان (3 دقائق في 3 أيام) يسهم بشكل فاعل في الحراك السينمائي، ذلك إنه يستقطب الشباب من المشتغلين في السينما بعرض نتاجاتهم التي لم تتوفر لها فرصة العرض في المهرجانات السينمائية.
وانتظام انعقاد المهرجان على مدى أربع دورات، يعكس بشكل خاص فاعلية إدارته، خاصة وسمة التجدد في دوراته المتعاقبة واضحة بلاشك.. إضافة الى إنه يعكس أهميته في طبيعة آلية انعقاده بتمسكه بزمن معين هو 3 دقائق وهو النهج الذي اختطه منذ دورته الأولى.
وهذا التميز عن المهرجانات الأخرى يكسب المهرجان صفة الفرادة التي تفتقر إليها المهرجانات الأخرى ويمنحه الشخصية البارزة بينها.
وفي كل دورة من دورات هذه المهرجان يفاجئ بالجديد، وستكون دورة هذا العام مقرونة بكل ماهو جديد.
الشيء اللافت في نسخة هذا العام هو مشاركة مكتب حقوق الإنسان (هيومن رايتس) التابع للأمم المتحدة في العراق ضمن فعاليات المهرجان بمسابقة خاصة بأفلام تحاكي مبادئ حقوق الإنسان وضمن الضوابط الخاصة بالمهرجان واشتراطاته وسوف تقوم لجنة التحكيم الخاصة بالمهرجان باختيار الفائزين بمسابقة المهرجان الخاصة وكذلك بمسابقة حقوق الإنسان.
ويحاول المهرجان إشاعة مناخ سينمائي ومنح الفرصة لالتقاء عشاق السينما مع صناعها وروادهم وشبابهم لتبادل وجهات النظر حول المنجز السينمائي كلاسيكياً كان أم حداثوياً بوصفها إحدى غايات هذا المهرجان الذي بدأ يؤسس لإطاره الدولي بمنهجية ملموسة تتجلى معطياتها عبر المشاركة الواسعة للأفلام العالمية ومن مختلف المدارس والاتجاهات السينمائية العالمية كدلالة على تميز المهرجان وتحقيقه لسمعة جيدة في أوساط المهرجانات السينمائية فضلاً عن حضور بعض الشخصيات المعروفة باشتغالاتها السينمائية.
على وقع الربيع واطلالته الجميلة وفي يوم بغدادي عراقي أصيل ووسط حضور حاشد من المعنيين بالفن السابع ورموز الثقافة والابداع العراقي وممثلي الجهات الراعية للمهرجان وممثلي مكتب حقوق الانسان في العراق وعدد من اساتذة وطلبة معاهد وكليات الفنون الجميلة في بغداد انعقد حفل ختام مهرجان 3 دقائق في 3 أيام السينمائي بنسخته الرابعة والذي نظمته مؤسسة بغداد للسينما والفنون في رحاب مدينة الفن للسينما والتلفزيون في وزيرية بغداد العامرة بصور الابداع والثقافة والفنون .
وابتدأ الحفل الذي ادارته النجمة ايناس طالب بالسلام الوطني العراقي التي رحبت بالحضورالكثيف الذي احتشد داخل وخارج القاعة لليوم الثالث على التوالي لؤكد رسوخ جذورالسينما العراقية من أول (فريم) دارت به العتلات التي توقفت لكنها لن تصأ بحكم حيوية نجوم وشباب السينما العراقية الذين قهروا الظروف ومازالوا اقوى من قدرهم بدلالة هذا المهرجان الرابعة الذي انطلق من ماض رصين ليعالج ، الحاضر المتدفق نحو المستقبل بزخم الوعي السينمائي العراقي الرصين إذ تجلت في المهرجان 900 تجربة سينمائيةعراقية وأجنبية ، اختارت منها لجنة المشاهدة والفرز 43 فيلما أجنبيا و 47 فيلما عراقيا * الحضور الكرام ..
وشهد الحفل تقليدا بعنوان (حوار الأجيال ) سيعتمد طوال الدورات المقبلة ويتلخص بتكريم أثنين من جيلين متفاوتين في العمر والرؤى والمناهج والأداء ، متطابقين في الولاء للثقافة وفن السينما وهما المنتجة وكاتبة السيناريو السينمائية فرات الجميل المبدعة المتقدمة في العطاء مع عرض برومو خاص بمنجزها الابداعي المتنوع ووالكاتب والمعد والمخرج المبدع الشاب محمد معارج الذي تم عرض فيلمه أحاسيس وجرى بعد ذلك تكريم لجنة المشاهدة التي ضمت الناقد السينمائي علاء المفرجي و الباحث السينمائي الدكتور ماجد الربيعي والمؤرخ السينمائي مهدي عباس .
والقى مؤسس ورئيس المهرجان الدكتور حكمت البيضاني كلمة عبرفيها عن امتنانه وشكره لجميع الذين اسهموا في ايقاد شعلة المهرجان بدورته الرابعة
وتلى عضوا لجنة تحكيم المهرجان الموسيقار نصير شمة والناقد السينمائي مدير مهرجان الجونة السينمائي انتشال التميمي البيان الختامي واعلان الافلام الفائزة في المسابقة الرسمية ومسابقة حقوق الانسان حيث اشار الموسيقار نصير شمة الى الصعوبة التي عانتها اللجنة في تقييم وتحديد الفائزين في المسابقة متمنيا على ادارة المهرجان في الدورات المقبلة العمل على فرز ومنح جوائز لكل لون او نوع سينمائي خاص بافلام الانميشين وغيرها لكي تكون القرارات اكثر دقة ومرونة وأكد:" شاهدت لجنة التحكيم الأفلام ال ٤٦ المشاركة ضمن المسابقة الدولية بما تحويها من افلام عراقية وعربية او من دول العالم المتنوعة.لم تكن مهمتنا سهلة، فقد تضمن البرنامج افلامأ قيمة ومتنوعة المواضيع والأساليب الفنية اضافة الى دمج الافلام التشخيصية مع افلام التحريك والتي نوصي بأن تفرد لها مسابقة منفصلة في الدورات القادمة.وبعد مناقشة مستفيضة تم الاتفاق بشكل جماعي على النتائج .
وتكونت لجنة تحكيم المهرجان هذا العام من اسماء مرموقة ومعروفة بعطاءاتها وبحضورها الابداعي الكبير عربياً ودولياً وتضم الفنان انتشال التميمي مدير مهرجان الجونة السينمائي والموسيقار العراقي العالمي نصير شمة والنمساوية آسلي كيسلال في حين تكونت لجنة الفرز والاختيار من الناقد السينمائي علاء المفرجي والدكتور ماجد الربيعي والمؤرخ السينمائي مهدي عباس وتولت فحص ومشاهدة (877 ) فيلماً من مختلف أنحاء العالم فضلاً عن العراق وبلغ عدد الافلام من أمريكا 114 فيلماً وإيران 90 فيلماً والهند 84 فيلماً وفرنسا 60 فيلماً وبريطانيا 44 فيلماً وإيطاليا 40 فيلماً وألمانيا 26وروسيا 23 فيلماُ واسبانيا 20 فيلماً فضلاً عن أفلام أخرى من كندا وتركيا ومصر والامارات والمغرب والبحرين ولبنان في حين شارك 34 فيلماً من العراق وتقدم للمشاركة في مسابقة حقوق الانسان 20 فيلماً عراقيا".
و شاهدت لجنة التحكيم الأفلام 46 المشاركة ضمن المسابقة الدولية بما تحويها من أفلام عراقية وعربية أو من دول العالم المتنوعة.
لم تكن مهمتنا سهلة، فقد تضمن البرنامج أفلاماً قيمة ومتنوعة المواضيع والأساليب الفنية إضافة الى دمج الأفلام التشخيصية مع أفلام التحريك والتي نوصي بأن تفرد لها مسابقة منفصلة في الدورات القادمة.
بعد مناقشة مستفيضة تم الاتفاق بشكل جماعي على النتائج التالية: ذهبت الجائزة الذهبية لفيلم بابي/أبي الذي يكشف لنا ان الحياة بامكانها الاستمرار رغم المرض وأن هنالك آفاقاً رحبة للأمل والحنان. الأداء المميز والسيناريو الرائع يجعل من بابي فيلماً مرهفاً.
وهو من إخراج ماريا ديكورنينك، وذهبت الجائزة الفضية لفيلم تحريك والذي يقول لنا برمزية أن هنالك أشكالاً ودرجات للحب وليس من البساطة أن تخلق لك حبيباً يدوم معك ولكن وبسبب تعقيدها ممكن أن تستحق المحاولة.
أما الجائزة البرونزية فكانت من نصيب: سمكة/ The Fish للمخرج سامان حسينبور.
وشاهدت لجنة التحكيم مجموعة الأفلام العراقية ال 23 ضمن برنامج الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وتشكر اللجنة الاهتمام التي توليه للدعم الثقافي فهو الأبقى تأثيرأ ، كما تلاحظ النتائج الطيبة لورش العمل والدعم في تطوير المنتج السينمائي خاصة مايتعلق بالفيلم القصير .
وخلصت اللجنة لاصطفاء الأفلام الثلاثة التالية:
الجائزة الثالثة مع 1000 دولار مقدمة من منظمة الأمم المتحدة قسم...... في العراق ذهبت لعمر ياسين عن فيلم أعطني فرصتي.
حصد الجائزة الثانية مع 2000 دولار أمريكي فيلم "العدسة السوداء" للمخرج حسن أبو شامة.
أما الجائزة الذهبية مع 3000 دولار أمريكي فاستحقها فيلم "معزوفتي" للمخرج مرتضى العامري.