سلام خياط
مذ إختفت عملة الفلس والدرهم من التداول في العراق .. مذ غدا الدينار العراقي القديم ، حكاية مشوقة من حكايات ألف ليلة وليلة ، مذ صار الألف دينار — وكان ثروة معتبرة — لا يكاد يكفي ثمناً لعلبة مناديل ورق . والعشرة آلاف قاصرة عن شراء ثوب .. مذ هجرت الًأصفار مواقعها وتحولت — بفعل فاعل — لأرانب برية ، تجيد القفز المبرمج من يمين الرقم إلى يساره دون حواجز أو رقابة .. مذ تدنت قيمة الدينار العراقي الذي غدا في سوق تصريف العملة مزحة ثقيلة لا يكاد يعادل ((سنتا)) او بعض ( سنت ) في سلة العملات الأجنبية ، منذ و..مذ ذلك الزمن . تدنت قيمة الإنسان العراقي . حتى لا تكاد قيمته تعادل قيمة خروف معروض للبيع لمن يدفع .
إنها لمفارقة كبرى . أن ترتفع عائدات النفط والغاز بمعدلات جنونية ، ويرتفع معها عدد البراميل المصدرة . وتنخفض قيمة الإنسان بنفس المعدل ، بل تتجاوزه !!
معادلة عكسية ، تستعصي على الحل . واردات العراق من الذهب الآسود بالمليارات والغالبية العظمى من سكانه فقراء ،، بل تحت خط الفقر .
كان الدينار العراقي في سنوات السبعينيات والثمانينيات في أوج عنفوانه . كان الدينار العراقي يعادل ثلاث دولارات ، أو جنيهين إسترلينيين ، لمن يبتغي تصريفاً سيما لغاية السفر .
………..
اقلب في قصاصات صحف قديمة لأرشيف ثري ، احتفظ به فوق رفوف عاليات . وأتوقف عند مقال لأستاذ خبير ، منشور في صحيفة عراقية عام ( ٢٠١١) يقترح فيه ضرورة حذف الاصفار من العملة العراقية المتداولة في الوقت الراهن ،، وإعادة الهيبة المفقودة للدينار العراقي ، عبر فئات نقدية جديدة عالية القيمة ضامرة الحجم .
…….
يشبه المختصون قيمة العملة ، بمرآة مستوية … لا مقعرة فتقلص المشهد . ولا محدبة فتعظمه .. فمن يجرؤ — من الغيارى —على إعادة الهيبة والإعتبار للدينار العراقي (( المظلوم )) في بلد يطفو على بحر من النفط … المهدد بالنضوب !!.
# لم آدرج إسم الخبير - عمدا - دفعا لمظنة الترويج.