TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > السطور الأخيرة: أصفار من اليمين لليسار

السطور الأخيرة: أصفار من اليمين لليسار

نشر في: 6 مارس, 2019: 12:00 ص

 سلام خياط

مذ إختفت عملة الفلس والدرهم من التداول في العراق .. مذ غدا الدينار العراقي القديم ، حكاية مشوقة من حكايات ألف ليلة وليلة ، مذ صار الألف دينار — وكان ثروة معتبرة — لا يكاد يكفي ثمناً لعلبة مناديل ورق . والعشرة آلاف قاصرة عن شراء ثوب .. مذ هجرت الًأصفار مواقعها وتحولت — بفعل فاعل — لأرانب برية ، تجيد القفز المبرمج من يمين الرقم إلى يساره دون حواجز أو رقابة .. مذ تدنت قيمة الدينار العراقي الذي غدا في سوق تصريف العملة مزحة ثقيلة لا يكاد يعادل ((سنتا)) او بعض ( سنت ) في سلة العملات الأجنبية ، منذ و..مذ ذلك الزمن . تدنت قيمة الإنسان العراقي . حتى لا تكاد قيمته تعادل قيمة خروف معروض للبيع لمن يدفع .
إنها لمفارقة كبرى . أن ترتفع عائدات النفط والغاز بمعدلات جنونية ، ويرتفع معها عدد البراميل المصدرة . وتنخفض قيمة الإنسان بنفس المعدل ، بل تتجاوزه !!
معادلة عكسية ، تستعصي على الحل . واردات العراق من الذهب الآسود بالمليارات والغالبية العظمى من سكانه فقراء ،، بل تحت خط الفقر .
كان الدينار العراقي في سنوات السبعينيات والثمانينيات في أوج عنفوانه . كان الدينار العراقي يعادل ثلاث دولارات ، أو جنيهين إسترلينيين ، لمن يبتغي تصريفاً سيما لغاية السفر .
………..
اقلب في قصاصات صحف قديمة لأرشيف ثري ، احتفظ به فوق رفوف عاليات . وأتوقف عند مقال لأستاذ خبير ، منشور في صحيفة عراقية عام ( ٢٠١١) يقترح فيه ضرورة حذف الاصفار من العملة العراقية المتداولة في الوقت الراهن ،، وإعادة الهيبة المفقودة للدينار العراقي ، عبر فئات نقدية جديدة عالية القيمة ضامرة الحجم .
…….
يشبه المختصون قيمة العملة ، بمرآة مستوية … لا مقعرة فتقلص المشهد . ولا محدبة فتعظمه .. فمن يجرؤ — من الغيارى —على إعادة الهيبة والإعتبار للدينار العراقي (( المظلوم )) في بلد يطفو على بحر من النفط … المهدد بالنضوب !!.
# لم آدرج إسم الخبير - عمدا - دفعا لمظنة الترويج.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram