علي رياح
بعيداً عمّا انتهت إليه فصول التفاوض غير المثمر بين القوة الجوية وأيوب أوديشو، فإنني أطرح على أهل العلم والمعرفة في الإحصاءات الكروية العراقية، أسئلة لا أجد لها عندي إجابات رقمية محددة وإنما جملة من الانطباعات!
كم هو عدد المرّات التي تولى فيها أيوب أوديشو مهمة قيادة الفريق الجوي منذ امتهانه التدريب ، وكم هو عدد المرات التي خرج فيها مُقالاً أو مستقيلاً، وقد أطلق وعوداً بعدم العودة إلى التجربة ذاتها؟!
وسؤال آخر: أذكر لي بالتسلسل التاريخي الدقيق عدد التجارب التدريبية التي خاضها يحيى علوان مع فريق الطلبة، وكان في خاتمة معظمها ينفذ بجلده من مقصلة المحاسبة شديدة الوطأة؟ وكم مرّة تلاه زميله ثائر أحمد، أو سبقه، في قيادة الفريق بالتناوب؟!
وسؤال ثالث: ما هي حصيلة تجارب راضي شنيشل في تدريب فريق الزوراء خلال كل هذا العمر الكروي، فكم مرة تمّ الاتفاق معه ، وكم مرة خرج غير راضٍ عن بقاء الإداريين المتنفذين في مواقعهم فيما يدفع هو وحده الثمن؟! وما هي المرات التي كان فيها شنيشل قادماً من الجوية إلى الزوراء أو بالعكس؟!
وسؤال رابع : هل أحصيت التجارب التدريبية التي عاشها المدرب باسم قاسم مع الزوراء والقوة الجوية ، وبضمنها مرات الانتقال من وإلى كل من القطبين العراقيين الكبيرين؟!
أظن أن هذا الركام من التجارب القاسية غير قابل للحصر الدقيق إلا لدى القلة القليلة من ممتهني التوثيق الكروي ، خصوصاً إذا أضيفت بعض الأسماء التدريبية المعروفة ومعها بعض الأندية المهمة الأخرى وما كان يجري من توالي في الظهور والغياب حتى خلال الموسم الكروي الواحد!
ليست هذه مشكلة كبرى في حد ذاتها ، إذا أمعنا النظر في المشكلة الأكبر وهي إن أصدقائي المدربين يقررون في كل مرة أنها المرة الأخيرة وإنهم لن يعودوا إلى مثلها ، بعد كل العناء ، بل العذاب الذي يلقونه لمجرد تمسكهم بما يرونه صحيحاً في طريقة قيادة فرقهم ، بينما يعيش اللاعب في ارتياح مهما بلغ سقف الإخفاق ، أما الإداري صاحب الكلمة الفصل في النادي ففي وسعه أن يفرد صدره متصورا أن الغمامة ستمطر على أرضه مهما اشتطت بها السبل!
لم أقرأ عن تجارب تدريبية قاصرة وخاطفة في أي مكان في العالم على غرار ما يجري في العراق الذي يسجل لنفسه ، في كل مرة ، سبقا وريادة وصدارة في تأسيس الظواهر التي لن تجدها إلا في أندينا الكبرى حصراً!
هل هو الضعف الشديد الذي يتحكم بطريقة صناعة القرار في الأندية؟
هل هو التباعد في الآراء والميول والاتجاهات والمحاور داخل أسرة النادي نفسه؟
هل هو الجهل الفعلي بأية حقائق أو معلومات فنية راسخة عن المدرب القادم وإنجازاته وإحباطاته؟
هل هي خشية الحساب وعقبى المحاسبة فيما بعد إذا فشلت التجربة – مثل كل مرة – ليمتشق الإعلام سيفه ويمارس النقد العنيف بحق المتسببين في فشل العثور على مدرب يستحق أن يكون قائداً للفريق؟
اعتقد أنها أسئلة منطقية والإجابة كلها عندي تأتي بـ (نعم) .. بدليل أن إداريينا ومع كل جولة اتفاق مع مدرب يقسمون بأغلظ الأيمان ويبدون رأياً جازماً واحداً يقول : إنه الاختيار الأفضل المتاح وسنقف معه وسندعمه مهما تكن الظروف .. ثم سرعان ما تأتي النتيجة وهي إن الرجل ، وبعد شهرين أو ثلاثة أو نصف موسم ، لا يجد من يقف عمليا إلى جواره عند أية عثرة ، وأول من يتخلى عنه أولئك الذين جاءوا به إلى النادي وتعهدوا بدعمه بلا هوادة!