اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: اسـتحـوا

العمود الثامن: اسـتحـوا

نشر في: 25 مارس, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

لا مفاجأة على الإطلاق، أن نحصل على المراتب الأولى للدول الأكثر فساداً ورشوة وتزويراً ومحسوبية وانتهازية سياسية، ما المفاجأة وبرلماننا المنتخب قرر أعضاؤه أن يقيموا مزادا في كافتريا مجلس النواب لبيع منصب محافظ الموصل ، لمن يدفع أكثر ، لا يهم أن هناك ضحايا لاتزال المياه تجرفهم الى أماكن مجهولة ، ولايهمّ إنّ السيول تحاصر قرى ونواحي راح ضحيتها أطفال أبرياء ، المهم أن يستمر هذا المجلس يردد أعضاؤه كالببغاوات، شعاراتٍ هنا وخطباً هناك ملوثة بالتعصب تزيد الحرائق اشتعالا، ربما سيتهمني البعض بالتجني على السادة النواب فهم أناس مسيرون وليسوا مخيرين، لأن الأمر أولاً واخيراً بيد القادة الكبار الذين وجدوا في السلطة ضالّتهم ، سيقول البعض إن البرلمان ينتظر عودة رئيسه الذي طار أمس الى واشنطن ليحذر ترامب من أن يدس أنفه في الشأن العراقي ، سيقول قارئ عزيز : يارجل ما فائدة أن يعقد البرلمان جلساته ، هل وجوده يعيد الاستقرار السياسي للبلاد، عقدت الجلسات أو لم تعقد ، لن تفرق كثيرا، بل إنّ عقدها يكلف الميزانية " المتقشفة " الكثير من الأموال، كما أنها ستشيع بالجو كميات إضافية من الخطب التي من شأنها أن تفاقم أزمة الخراب السياسي ، فما الذي سيجنيه الناس من برلمان سيعيد الى مسامعهم الخطب نفسها وستمتلئ شاشات الفضائيات بتصريحات تاريخية ، وستتحول الجلسات إلى مناكفات شخصية ومشاحنات بين الجميع، وستغيب المعارضة الحقيقية كما غابت في السنوات الماضية، لأن الجميع يريد أن يضع قدماً في السلطة والأخرى في إحدى دول الجوار ، الكل في معسكر واحد هو معسكر البقاء على المقاعد، وإن اختلفت وسائل البقاء، البعض يصرخ ليبقى والبعض الآخر يمانع ليبقى أيضا، فهم ينتمون الى واقع سياسي لايفرق بين المعارضة والسلطة، وهم يختلفون في درجة قربهم من المنافع وليس في درجة قربهم من الناس .. بعضهم واضح كالشمس ومتطابق مع ما يقوله، فيما آخرون يرتدون مسوح الحكماء ويتحدثون بحذلقة شديدة ، إلا أنهم في نهاية المطاف يلتقون مع أقرانهم من المسؤولين في نقطة واحدة وهي " البقاء على الكرسي "، سيملأون السماوات والأرض بتصريحات عن الوطنية ومصلحة البلاد والدفاع عن قضايا الشعوب، لكنهم يعجزون عن مناقشة قانون يصب في مصلحة الناس . ما يقارب المئة والثمانين يوماً من عمر الدورة البرلمانية الجديدة ، والنتيجة لا قانون أقرّ لصالح المواطنين .
طبعاً هذه االمزادات التي يعقدها السادة اعضاء البرلمان لبيع المناصب لن الناخب الذي يصر على انتخاب " جماعته "
ايها السادة اعضاء البرلمان ، لاتوجد كلمة في قاموسي سوى: استحوا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram