TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لمن أكتب ؟

العمود الثامن: لمن أكتب ؟

نشر في: 26 مارس, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

قارئ عزير أرسل رسالة يسأل فيها صاحب العمود الثامن هل هو مع النظام السياسي الجديد ، أم يحن للماضي ؟ ياسيدي أنا مع قارئاتي وقرّائي فقط .. ولهذا أتمنى عليك ان لاتصدق كاتباً يقول لك أنا لا أعرف لمن أكتب ، كان محمد الماغوط محباً لوطنه وشعبه ، لكنه في لحظة من الغضب هتف عالياً " سأخون وطني " فهو عاش الحزن ، وذاق مرارة السجون ، وكان أجمل ما فيه سخريته من كل شيء ، من الوطن الذي أراد له الساسة أن يتحول الى سجن كبير ، من الأنظمة التي ترفع شعار " من المحيط الى الخليج " في الفضائيات فقط .
في منتصف الستينيات أطلق كاتب اسمه ريتشارد باخ نشيداً للعدالة والحرية أسماه " طائر النورس ليفنجستون " قرأناه في الثمانينيات.، يروي باخ في كتابه الصغير ، مغامرات نورس صغير، يتمرد على حياة النوارس الرتيبة ويقرر أن يحلّق عالياً ليجرّب فنون الطيران السريع ، بدلاً من السعي وراء السفن انتظاراً لما تُلقيه في البحر من بقايا وفضلات الطعام كما يفعل أقرانه كل يوم.حيث يكتشف أنّ السعادة الحقيقية في الحرية، و أنّ الحرية لا تمنحه القدرة على التحليق عالياً فقط بل منحته حياة أفضل بكثير، شيء واحد كان ينغّص عليه حياته الجديدة ،هو سوء الظن الذي يحمله بعض النوارس تجاهه، وقد تنامى سوء الظن هذا حتى يُفاجأ بأن الجميع غاضبون منه ،لأنه تجرّأ على مخالفة تقاليد مجتمعه! ويصرخ بهم: "يا أصدقائي تتهمونني باللامسؤولية ، مَنْ يمكن أن يكون مسؤولا أكثر من نورس يبحث عن طريقة ترفع مستوى حياة قومه مراتب أرفع من مجرد الأكل والنوم؟ أعواماً طويلة قضيناها لا نفكّر إلاّ بأكل الفضلات، أما الآن فلدينا سبب جديد نبيل لنحيا.. لنتعلم، ولنكن أحراراً.. امنحوني فرصة أُعلّمكم فيها معنى أن نحلّق باتجاه الحرية والمحبة " ، وذات يوم يسأله نورس صغير: كيف تستطيع أن تحبّ الذين حاولوا قتلك؟ يردّ جوناثان: أواه ياصديقي ، أنا لا أحب الكراهية والحقد، ولكنني أحب الخير وأحسّ بأنّ من واجبي أن أساعد على إدراك معنى الحب في دواخلنا .
هل نحن نكتب من اجل ان يكون لدينا في حكومتنا العتيدة نموذج مثل رئيسة وزراء نيوزيلندا ، لا. سوف يكون عندنا " روزخونية " ، واعضاء برلمان بلا حرص وطني وبلا كفاءات ، وسوف يكون لدينا من يعتقد ان وجوده في حياتنا " هبة " ربانية ، وانه ثروة وطنية، لايمكن مقارنتها بمئات المليارات التي نهبت .
عندما يتوقف الكاتب عن الشغف بالناس البسطاء ، يجب أن يترك هذه المهنة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الجيش السوري يستعيد السيطرة على بعض النقاط في حلب وإدلب

متابعة/ المدى أعلن الجيش السوري مواصلته "التصدي" للهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل معارضة حليفة لها على مواقعه في نواحي حلب وإدلب شمال البلاد، وأوقع عدداً كبيراً من القتلى من...

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram