محمد حمدي
اسبوع مثمر للكرة العراقية يعيدنا الى زمن الانجاز والمتابعة والجماهيرية الكروية التي فقدت فترة طويلة من الزمن ، فبين مشاركة الاولمبي بقيادة المجتهد عبد الغني شهد في تصفيات آسيا تحت 23 عاماً وتأهل الى المنتخب الى النهائيات في تايلاند باستحقاق عبر المجموعة الثالثة في طهران بمجموعة شبابية، وبين اللقب الأل للوطني بقيادة السلوفيني كاتانيتش في بطولة الصداقة الودية الثانية في البصرة تنوّعنا بين المتابعة الداخلية وجماهيرية ملعب جذع النخلة وعين أخرى ترنو صوب الأولمبي.
اسبوع بحق للكرة العراقية يجعلنا نتطلع الى الأمام بضوء يحمل بعض الأمل في عتمة الظلام الحالك للمشهد الرياضي العراقي بصورة عامة، الحقيقة انني كنت وحتى فترة قريبة قبيل انطلاق بطولة الصداقة أشك الى حدود بعيدة بمشاركة منتخب الأردن التي بدت يغلفها التردد من خلال تصريحات إعلامية متباينة ولو حدث ذلك لكانت بطولة الصداقة هي مجرد مباراة صداقة بين العراق وسوريا.
مع ذلك نشهد اليوم إنها استمرت ونمت ووصلت الى مسك ختامها بالنسخة الثانية في البصرة الفيحاء وجمهورها الرائع وتتويج عراقي صريح بفوزين على سوريا والاردن ستكون لهما مردودات إيجابية كبيرة ، مع أن عنوان بطولة الصداقة الدولية الودية لم يتجاوز الرقم ثلاثة في النسخة السابقة والحالية إلا ان الاستمرار وتوثيق رفع الحظر عن الملاعب العراقية وإخراج البطولة الى العالم على إنها حدث كروي كبير هي مكسب هائل للكرة العراقية في هذه الأيام ، كما أن التتويج بكأسها أصبح شهادة للتاريخ وأحد الارقام التي سيستدل بها الكتاب ومن يبحث مستقبلاً عن كل ما يتعلق بكرة القدم العراقية وعودتها الى الصف الدولي في التضييف واقامة البطولات.
ومما لا شك فيه إن ما نقدمه اليوم للضيوف والاحتفاء بهم في البصرة سيدفع الاخرين آجلاً ام عاجلاً على المشاركة واللعب في هذه البطولة التي تحتاج الى توثيق بتوقيع الأصدقاء بعد الاشقاء ومعها اللعب بما يفوق حاجز الفرق الثلاثة الى عدد أكبر حتى وإن وصل لنظام المجموعتين باجتهاد إعلامي مغلف بالعلاقات العامة وشيء من المكاسب المعروفة عالمياً.
ومن الممكن أن تشهد البصرة قبل حلول آذار من العام المقبل اضافة تحفة معمارية جميلة جدا الى ملاعبنا الجديدة تتمثل بملعب الميناء الاولمبي سعة ثلاثين ألف متفرج والذي وصل الى حدود مقبولة بنسبة جيدة من العمل وتوقف إسوة بالملاعب الأخرى ولكن إمكانية عودته الى العمل مرة أخرى بحسب تصريح وزير الشباب والرياضة ممكنة جداً وإنْ حدث ذلك فعلاً فان ملعب الميناء في قلب البصرة وليس خارجها سيمتلئ تماما بالجماهير المتعطشة.
وما يتبقى لاكتمال المشهد بصورة ابهى واكثر احترافية هو القليل من الاجتهاد والدعم الحكومي للبطولة في النسخ المقبلة لنصل بها الى العالمية بامتياز، نحن أقدر عليه بعد كسب الخبرة في التنظيم والامكانيات المتاحة أيضاً في البصرة لاستقبال الفرق بأي عدد، ويقيناً إن استضافة الفرق لوكانت داخل المدينة الرياضية ضمن الفنادق الثمانية لكان الحال أجدر بتوفير سيولة مالية مضاعفة لدعم جوانب لوجستية أخرى تخص التنظيم والإعداد على أكمل وجه.
إننا اليوم إذ نمتدح التنظيم وإقامة البطولة من دواعي الحرص الوطني ومشاركة جماهيرنا الرياضية فرحة استضافة المنتخبات الخارجية وإقامة المباريات معهم لا تعني أبداً إن البطولة لم ترافقها سلبيات وأخطاء متعددة ولكنها والحق يقال اقل بكثير من سلبيات النسخة الاولى وهذا تطور ملحوظ يجب أن يشار إليه كما نشخص ونشير الى السلبيات التي لم يتم تجاوزها بالكامل ومنها آلية تفتيش الجمهور بطرق أحدث لا تسبب الارباك وقطع الطرق واستخدام المرونة والمهنية في دعوة الإعلاميين المحليين للتغطية وضمان نجاح عملهم، نتمنى من اتحاد الكرة كجهة أولى راعية للبطولة أن تقيم كل ما قيل وطرح عبر وسائل الإعلام وتتكفل مراجعته ودراسته طالما كان الاتحاد ينشد الأفضل والأكثر تميزاً لبطولتنا العراقية بطولة الصداقة الدولية .
أخيراً لابد من توجيه أرق عبارات الثناء والشكر الى الاشقاء في سوريا والاردن وحرصهم على نجاح البطولة في البصرة وتعهدهم كاتحادات الحضور مستقبلاً، يضاف الى ذلك شهادة تقدير واعتزاز الى جمهور البصرة الفيحاء الجميل الذي وقف وآزر ورسم لوحة فنية غاية في الرقي مع إعلامنا المثابر المجتهد في تغطياته برغم العقبات.