TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: التراشق بالأسماء!

كلمة صدق: التراشق بالأسماء!

نشر في: 6 إبريل, 2019: 12:00 ص

 محمد حمدي

يستمر الانحدار نزولاً الى درجة مخيفة في عالم الرياضة العراقي بجميع مؤسساته وسط ضجر جماهيري غير مسبوق وانعدام الثقة بالمطلق بكل ما يلامس الإدارات الرياضية التي مللنا تكرار ملفاتها العبثية.
كان من المفترض أن تحسم الملفات العالقة التي أسّستْ لنزاع طويل الأمد قبل فترة طويلة من الزمن بين من يتعاطون سلعة واحدة بحمال أوجه في تفسير حجم ونوع المسؤوليات وأن ادعت الوزارة أنها الممثل الشرعي الحكومي القطاعي للبنيان الرياضي المرصوص الذي ينمو ويعتاش على هبات الدولة تحديداً، فيما تستند اللجنة الأولمبية الى حجر الزاوية بحجتها المتوارثة وشرعنة وجودها من الأولمبية الدولية التي تعترف بها ممثلاً وحيداً لرياضة الإنجاز والمشاركات الخارجية بجميع ابنائها سواء العاق أو البار من الاتحادات الرياضية على حد رؤية اللجنة لهم وتعاملهم معها.
وجاء تفاقم التضارب في الوجود والعبث بعد إلغاء سيّئ الصيت بريمر اللجنة الأولمبية ككيان منحل والتأسيس لوزارة شباب ورياضة على أنقاض هيئة بذات الاسم لم يعرف لها شكلاً او مضموناً طيلة فترة عملها من عام 2000 الى 2003 ، ومن ثم أتت فترة الفراغ القانوني الذي أجاز عمل الاولمبية بالتقطير والمجاملات دون ان تكون هناك بارقة حقيقية لانطلاقها بقانون جديد واضح المعالم وبقائها عرضة لتحسن العلاقات الذي يجود به الزمن تارة، ويلتهب من تحت الرماد تارة اخرى كلما شعر المعني بالملف الحكومي ان هناك من يحاول اختبار قوته والتصدي لها بتلويح إنهاء الرياضة العراقية خارجيا، وما اكثر المطبّات التي تم تجاوزها بشق الانفس إبان عهد ثلاثة من الوزراء تصدوا من جانب وتصالحوا من الجانب الآخر عن طريق الوساطات الشبيهة ( بالعطوة العشائرية الشهيرة).
إزاء جميع المشاكل المملّة المشار اليها وسيول الاتهامات المتبادلة كان لابد ان يأتي اليوم الذي توضع فيه النقاط على الحروف سواء من تشكيل اللجنة الثلاثية الحكومية المراقبة للصرف والتصرف الأولمبي او التعهد البرلماني بإخراج قانون اولمبي جديد بعملية قيصرية لا يتجاوز فترة حملها اكثر من شهرين قبل ولادة الجنين ميّتاً او حتى من التجاوب الاولمبي بلجانها الخاصة من الخبراء في الوقت الضائع.
بهذه الحالة نكون قد دخلنا رسميا فترة الحذر والترقب ومعها تبادل البيانات من الطرفين التي حفلت بتعليقات وشروحات تتناول الاسماء بصراحة مطلقة الى أبعد الحدود مع الاشارة الى مسميات مناصبهم وتاريخ الحصول على المنصب ، ومن السهولة بمكان ان نستشف من هو المرغوب ومن المرفوض تماما ليس فقط فيما تعتبره المؤسسة الحكومية بانه عنصر راسب بدرجة مخيفة ولا يمكن التعامل معه مستقبلا، ولكن داخل المؤسسة الواحدة ايضاً ونعني بها اللجنة الاولمبية التي خضعت على وفق نفوذها والمقتدرين عليه على تشريح جسدها والتنازل عما تعتبره كيانا ممرضا لعملها المستقبلي الذي يجيز التناغم مع السرب بنسبة مئة في المئة فقط وترفض الآخر وتطرحه أرضا إذا ما استمكنت عليه او تعزله الى حدود معقولة اذا لم تتمكن من ذلك كما في تعاملها مع بعض الاتحادات المعارضة، وتناور ايضا في ذات اللعبة الخاصة بالاسماء ايضا على شخوص الكادر المتقدم في وزارة الشباب او من تعده مستشارا خارجيا لها لا يتوافق مطلقا مع رؤى اسماء المكتب التنفيذي الحالي للاولمبية.
هذه المخاطر التي تمثلها الأسماء أولاً كما نرى ونسمع لا يمكن لها ان تتفق على صيغة واحدة مقبولة لرياضتنا كما يبدو دون ان يكون لها جلسات مطولة متعبة وشاقة يحضرها اعضاء لجنة الشباب والرياضة البرلمانية لإنهاء التقاطع شكلاً ومضموناً وقانوناً ونريح رياضتنا المتعبة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram