إياد الصالحي
وضعت المملكة العربية السعودية أولى خطوات البدء بمشروع المدينة الرياضية المهداة من الملك سلمان بن عبدالعزيز للجماهير الرياضية العراقية التي حيّتِ الوفد السعودي الرسمي باستقبال حافل في ملعب الشعب الدولي على هامش مباراة الزوراء والشرطة كأفضل مناسبة للثناء على مبادرة الاشقاء بدعم رياضتنا وتوأمة الأفكار معنا لما فيها من خير للبلدين.
إن الوفد السعودي برئاسة د.عبدالرحمن الحركان استوضح كل ما يحيط بالمشروع من خدمات واقعية ولوجستية تسهّل الانطلاق في تموز المقبل لوضع أول حجر أساس له مع تلبية كل متطلّبات التحضير لتلقي عطاءات الشركات الهندسية المتخصّصة ببناء المُدن الرياضية بملاحقها المتوسّعة من ملعب رئيس وثانوي وقاعات ومسبح وخدمات محيطة به على وفق احدث المواصفات العالمية بما يستحقه المشروع من اهتمام كبير نظراً لأهميته في هذه المرحلة تحديداً والعلاقات العراقية السعودية تشهد تعاوناً منقطع النظير على مدى التاريخ العتيد.
زيارة د.الحركان ووفده المرافق أكدت للشارع الرياضي العراقي الانسجام الكبير بين الجانبين ، والدور اللافت لوزارة الشباب والرياضة في فتح الملف أمام الاشقاء بصراحة متناهية والتجوال في المناطق المقترحة والخيارات المتاحة من حيث قرب المدينة الرياضية من مطار بغداد الدولي بكيلومترات محدودة ، وتعدد المنشآت الخدمية من فنادق ومستشفيات مجاورة للمدينة ، لتكون ضمن المرتكزات العمرانية للعاصمة بغداد في مجال الرياضة، وبدا ذلك واضحاً في تصريحات الاشقاء بأنه تم حسم كثير من النقاط في هذه الزيارة، وعلى وجه الخصوص الموقع النهائي ليتسنّى المباشرة بالعمل حال فوز إحدى الشركات بإنشاء المشروع.
أروع ما في روحية التعاون بين الوفد السعودي ومسؤولي وزارة الشباب والرياضة أن ( الجانب السعودي استجاب لمقترح الوزير د.احمد رياض بأن تكون الهدية السعودية هي مدينة رياضية وليست ملعباً فقط ) كما ورد في بيان الزيارة الرسمي، وهو تحوّل مهم في أصل المشروع الذي جاء في إعلانه أول مرة في آذار 2018 بعد إجراء مباراة دولية ودية بين منتخبي البلدين في البصرة بأن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز تعهّد بإنشاء ملعب لكرة القدم في العراق، ما يدلل على رغبة السعوديين أيضاً على استفادة الرياضيين العراقيين وليس الجماهير فحسب من المساحة الكبيرة التي سيشيّد عليها مشروع المدينة بدلاً من الملعب.
سعى الوفد السعودي الى توقيع محضر اللجنة التنسيقية العراقية السعودية وبحث آليات تنفيذ المشروع لرفع الحرج عن الجانبين من ناحية قبول شركات عراقية أو سعودية او اجنبية بحسب العطاء وقيمته ، وكذلك ردّ بقوة على من حاول الاصطياد في المياه العكرة بأنه طالما الهدية مقدمة من السعودية فهي حُرة في تصريف شؤون المشروع دون تدخّل العراقيين، وثبت عكس ذلك أن د.الحركان لم يترك باب المشروع مغلقاً، بل فتح القلب قبله وترك كثيراً من مقرّرات المدينة بيد العراقيين كونهم أصحاب الارض ، وفي الوقت نفسه أعرب الوزير رياض عن ارتياحه لمستوى المباحثات ولم يتمسك الوفد السعودي بأية نقطة إلا وأخضعها للمناقشة حتى لو جاءت الآراء في غير مصلحته احياناً.
ثمّة أمر آخر دار الحديث عنه في برامج تلفازية عراقية يرتبط بخروج عدد من المغرّدين السعوديين وحتى العراقيين في حساباتهم الخاصة بتويتر محاولين زعزعة الثقة وهزّ الشارع الرياضي بين البلدين بشأن المبلغ المُهدى من ملك السعودية للعراق الى حد التشكيك بنزاهة المسؤول الرياضي العراقي مخافة أن يتم إيداع المال الى جيوب خاصة تتربّص بهكذا مشاريع عملاقة ، وتناسى المغرّدون أن شراكة البلدين في إنجاز المدينة والمتابعة الدقيقة من اللجنة التنسيقية وتسليط الضوء في الإعلام عن كل متر مربع في موقع اليوسفية ، كل ذلك سيحول دون عبث أي شخص مهما كانت سلطته بمقدرات المشروع.
مبارك للإخوة السعوديين الروحية العالية في مد جسور التعاون مع إخوانهم العراقيين وبدء العمل في تنفيذ الأمر الملكي لبناء المدينة الرياضية التي لابد أن نَدرس تسميتها بما تحمله المبادرة السعودية من قيمة عربية وإنسانية تذكّر الأجيال المقبلة عن أحد دلالات وحدة المصير العربي المنطلق من سوح الرياضة.