TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: شكسبير يقرأ في بغداد

العمود الثامن: شكسبير يقرأ في بغداد

نشر في: 13 إبريل, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

ما من أحد في التاريخ حظي بمثل ما حظي من حكايات عجيبة وغريبة في كل ساعة ربما تنشر دراسة حديثة عنه ، ويقال إن مكتبة الكونغرس الأميركي تحوي 13 ألف دراسة عنه . منذ أن توفي وليم شكسبير في مثل هذه الايام قبل أكثر من أربع مئة عام ، والباحثون ومؤرخو الأدب لايزالون يدرسون كل ما يتعلق بحياته ، أين وُلد ، كيف عاش ، نوع الطعام الذي كان يتناوله ، هل عاش فقيراً أم غنياً ؟ ، وفي العام الماضي قرأت كتاباً طريفاً بعنوان " أشهر 30 خرافة عن شكسبير " تناول فيه مؤلفاه ﻟﻮري ﻣﺎﺟﻮاﻳﺮ وإﻳﻤﺎ ﺳﻤﻴﺚ ، القصص الغريبة التي رويت عن شكسبير ومنها على سبيل المثال هل ﺗﺰوج على ﻏير رغبته ، أومات متأثراً بمرض الزهري ، أو أن هناك من كتب له مسرحياته ، وكثير من الشائعات التي انتشرت حول هذا الكاتب الذي اخبرنا المرحوم صفاء خلوصي ذات يوم ان اسمه الحقيقي " شيخ زبير " ،إلا أنه رغم كل ما أثير ظل شكسبير الكاتب الأكثر مبيعاً في العالم ، وصلت مبيعات كتبه إلى المليارات ، لم يكتب سوى 36 مسرحية ، ، وفي معظمها يقدم لنا صورة الحاكم المصاب بمرض جنون الكرسي، وكيف تختصر البلاد والبشر بكلمة من أربعة حروف "كرسي" ، بالامس تذكرت المهرج في مسرحية الملك لير الذي كان يضحك كلما سمع الملك العجوز يتحدث عن العدالة :" هذا الرجل مصرّ على أن يقنع الناس بأن تصدق ما يقوله " ، وأنا أستمع الى رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي يتحدث عن إنجازات " كبيرة " قام بها لمحاربة الفساد .. كيف ياسيدي ؟ ومتى ؟ العلم عند شكسبير الذي يخبرنا ان الامر مجرد كلمات .. ليست سوى كلمات !
أيها القارئ العزيز، عذراً لأنني أعود من جديد إلى الكتب ، فكلما عجزت تعابيري في وصف حال هذا الشعب المغلوب على أمره أعود الى ما سطّره العباقرة ، عسى أن أجد سلوى تعينني على مواجهة خطب أصحاب المعالي والفخامة والسيادة ، الذين يصرون على نشر ثقافة الخديعة ، وفي الوقت الذي ننظر الى شباب مرفوعي الجباه ، يستبدلون الركام ، بعالم من الكتب تحت شعار: أنا أقرأ ..إذن أنا عراقي ، يغيب جهابذة البرلمان والدولة عن حضور مثل هذه الفعاليات لانها لاتصب في خانة المكاسب ، في الوقت الذي يصر فيه نوري المالكي الجلوس على كرسي جديد ، وليكن كرسيّ نائب رئيس الجمهورية ، ثمناً للخراب الذي عشنا فيه خلال السنوات الماضية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram