TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مصارحة حرة: نبوءة المُنشئ

مصارحة حرة: نبوءة المُنشئ

نشر في: 20 إبريل, 2019: 12:00 ص

 إياد الصالحي

كلما اشتدّ عليه المرض زاد صبراً ليشدّ من رباط ثقته بالنفس أن يخرجَ منتصراً لا مهزوماً من أجل غدٍ أقوى يُعينه على تحمّل خبث غربته وهي تعبث كسكين حادة في قلبه الرقيق كلما صاحت بغداد في غَبَشها : أينك يا ضياء وقد أطلتَ الغياب .. هل من عودة وشيكة؟!
مساء الخميس الماضي، وعند الساعة الثامنة ، ردّ الدكتور ضياء المنشئ "الرياضي والأكاديمي والصحفي والمؤرخ الرياضي" على اتصالي ظَمِئاً لصوت أهله ووطنه ، سائِلاً بلهفة عن اصدقاء كان يقضي أجمل أيامه بمجالستهم لاسيما رفاق القلم في مسيرة نضال المهنة ببسالة الموقف ونزاهة المبدأ بعدما دخلت الصحافة حقول ألغام فساد الذمم ما بعد 2003، سَقطَ من سَقطْ ادعاءَ مصلحياً بانتسابه للسلطة الرابعة ، وسار بأمان من تسلّح بضمير طاهر ضد كل مظاهر نزق الطارئين فيها.
لم يزد وقت الاتصال بالمنشئ إلا دقائق معدودة تقديراً لوضعه الصحي ، لم يستطع أن يقطع وعداً بالعودة الى الوطن لحاجته الى المزيد من الرعاية الصحية في أميركا ، متمنياً الاستقرار للمركب الرياضي والنجاح في بلوغ شواطئ الانجاز بدعم جميع الزملاء ، طالما أن الصحافة خير السند لعبور الأزمات الرياضية ، وليس إثقال المركب بحمولة صراعات متوالية تشارف على إغراقه.
ودّعت الدكتور ضياء المنشئ بمكالمة قصيرة .. لكنها في منظور العلاقة المهنية التي تربطني به تعد طويلة ، وأنا استعيد احاديث اللقاءات الرسمية التي أجرتها (المدى) معه على خلفية ظروف العمل الأولمبي بين عامي 2008 و2009 يوم شغل عضوية لجنة انتخابات المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية ، وكأن دورة الأزمة ذاتها التي نعيش ارهاصاتها اليومية قد تنبّأ المنشئ بها قبل عشر سنوات بحقائق مُرّة نشرت في (المدى) على جزئين في عدديها ( 1456 ) يوم الأحد 15 آذار 2009 ، و (1458) يوم الثلاثاء 17 آذار 2009، في حديث هو الأهم على الإطلاق في تلك الفترة ، لم يأبه المنشئ في سياقه إلى صفته المُكلّف بها لإجراء الانتخابات ، وراح يؤكد أن مخرجات انتخاب المكتب التنفيذي الأولمبي في كل عالم تصنعها إجراءات سليمة بصيغة مرنة قريبة من الميثاق الأولمبي بينما النموذج العراقي يبقى "كياناً عجيباً متعدّد الرؤوس والأذرع تأخذه التجاذبات والأهواء والأمزجة وتخرجه من أبسط القواعد المُثلى للميثاق الأولمبي"!
لم يَخلُ الحديث عن وجود ملفات فساد لاثني عشر اتحاداً لم يُتخذ حيالها أي إجراء قانوني وحُمّلتْ لجنة الانتخابات مسؤولية تصفيتها ، وهذا أمر خاطئ بحسب رأي المنشئ الذي أشّر تقصيراً كبيراً على وزارة الشباب والرياضة بامتلاكها جهازين رقابيين قانوني ومالي ودوائر ذات صلة بها تخصّ التفتيش والنزاهة هما الدائرتان الفاصلتان في ملفات الفساد قبل إجراء الانتخابات، وهذا ما لم تعمل به الوزارة اليوم ونظرت إلى انتخابات شباط الماضي من زاوية تترقب فيه أمراً قضائياً يبطل شرعيتها غير آبهة للشكاوى وشبهات الفساد التي صعّدتِ الأزمة مؤخراً ودعت الأمين المالي سرمد عبدالإله للتوضيح وردّ الاتهام عن أكثر من ثمانية خروق جاهر بها عضو لجنة المتابعة سابقاً رعد داود!
هل أغلق ملف الاتهامات؟ ليس بعد .. فما زال الإعلامي طلال العامري مدير تحرير صحيفة (رياضة وشباب) يواصل نشر وثائق مستلّة من عمل الأمانتين المالية والعامة للأولمبية تدينها بالأخطاء ، وفي السابع عشر من نيسان الجاري لفت الانظار الى ( أخطر موضوع ينشره صحفي رياضي وصحيفة رياضية في تاريخ العراق ) كما وصف ، وتساءل (هل هناك خطأ حسابي في موازنة وصرفيات اللجنة الأولمبية للعام 2015؟) ثم راح يؤكد ( بالكتب الرسمية الموجّهة إلى وزارة المالية.. اللجنة الأولمبية تعزّز رصيدها بـ59 ملياراً و650 مليون دينار) ، وسند العامري موضوعه بـ12 وثيقة زعم أنها صادرة رسمياً عن الأولمبية. ثم أثار تساؤلاً مهماً في موضوع ثانٍ ( مَنْ يحمي مَنْ .. أخطاء مالية وحسابية وتلاعب بأرقام الصادر الخاصة بالمخاطبات مع المالية ! وثيقة أولمبية تؤكّد الصرف للممثليات والاتحادات الفرعية ومعظمها تنفي ذلك!) فما موقف الأولمبية؟
لا أجد خير ختام للمقال سوى الاستشهاد بمقولة للدكتور ضياء المنشئ بأنّ نيّات الحكومة العراقية كانت صادقة في الإصلاح لوجود سوء في الإدارة والمال ، إلا أنّ تطبيق القرار 184 لسنة 2008 كان خارج سياقات كثيرة دُرج عليه العمل الأولمبي ، وهو ما يتكرّر بالفعل إزاء القرار 60 لسنة 2019 وأسلوب معالجة الوزارة للأزمة بإشغال الرأي العام في قمة الهرم الأولمبي وترك الاتحادات في منأىً عن الرقابة والحساب!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram