TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: المتنبي والعيداني

العمود الثامن: المتنبي والعيداني

نشر في: 23 إبريل, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

هناك أمور كثيرة تنغّص عليّ حياتي، بعضها يمكن احتماله، أملاً في أن يتكفل الزمن بحلها، وبعضها أشبه بالقدر الذي لا فكاك منه، مثل إصلاحات حنان الفتلاوي وتصريحات أحمد الجبوري والظهور المستمر لنجم البرلمان عدنان الأسدي ، ومقولة صالح المطلك التي ذهبت مثلاً : " أنا أفضل سياسي عراقي !! "
لكن من بين أكبر المنغّصات التي تواجهني هي حالة السيد أسعد العيداني محافظ البصرة الذي يتوهم أن أهالي المدينة نصبوه رئيساً لجمهوريتهم المستقلة التي ترفع شعار: " كل شيء يهون من أجل أن يبقى العيداني عضواً بمجلس النواب ومحافظاً للبصرة " ، حالة المحافظ وأشباهه من سياسيي العصر الجديد أدت إلى خراب واحدة من أهم وأغنى مدن العالم وأعني بها البصرة ، فالرجل يعتقد أنه جعل البصرة تنافس دبي وسنغافورة في الاقتصاد والرفاهية الاجتماعية والخدمات ، وعليه لابد لأهالي المدينة التي تعيش بفضله أزهى عصورها أن يحملوا له هذا الجميل ويعاونوه على تحقيق رغباته وهي بسيطة لا تتعدى محاولة الجمع بين عضوية البرلمان ومنصب محافظ البصرة.
وأنت تقرأ مثلي هذه الأخبار ماذا تفعل تضحك أم تبكي ؟ ، إنه ضحك كالبكاء ، قالها عمنا المتنبي وهو يردّ على الخراب الذي كان يحاصره .
وعلى ذكر المتنبي لايزال هذا الشاعر العظيم يثير الجدل حول شعره وحياته ، برغم مرور أكثر من ألف عام على رحيله ، وايضا يثير الاسى لان العراق ادار بظهره لشاعره العظيم ، حتى ان قبره يعاني الأهمال والجحود . في واحد من أجمل الكتب " في صحبة المتنبي " يأخذ الروائي السوداني الطيب صالح عهدا على نفسه أن يرفع لواء الدفاع عن كبير شعراء العرب ، فنجده يتتبع حياة الشاعر ، ويناقش بهدوء ما كتب ضد المتنبي ، والطيب صالح كاتب لاتستطيع ان تفارق كتبه ، فالحمد لله ورغم ما يجري حولنا من مهازل فأنا بين الحين والآخر أعيد قراءة أحد كتبه الممتعة ، مثلما أعيد قراءة بيانات الحكومات ، ستسألني : لماذا ؟ لأعرف كيف دب الخراب في مقاصل الدولة وكيف انتعشت الانتهازية ، وماذا حققنا في حقل الخدع والأكاذيب السياسية ، ربما
إذا لم تقرأ تصريحات السياسيين خلال الست عشرة سنة الماضية ، فلا تلم إلا نفسك، لن تعرف لماذا لانزال نتربّص على سلّم البؤس العالمي ، وكان أشهر هذه التصريحات ما قاله " عظيم البلاد " همام حمودي ذات يوم للعراقيين :عليكم أن تشكروا النعمة التي أنتم فيها ".
عذراً أبا الطيّب لأنني وضعتك في مقارنة مع جهابذة العصر الجديد!! .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الجيش السوري يستعيد السيطرة على بعض النقاط في حلب وإدلب

متابعة/ المدى أعلن الجيش السوري مواصلته "التصدي" للهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل معارضة حليفة لها على مواقعه في نواحي حلب وإدلب شمال البلاد، وأوقع عدداً كبيراً من القتلى من...

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram