إياد الصالحي
لفت انتباهي أمس الأول الجمعة منشور في (الفيسبوك) كتبه خبير ألعاب القوى الدكتورسعدون ناصر "أحد ابطال نادي الجيش والمنتخب الوطني في فعاليات800متر و5000متر و10000متر والماراثون، عمّا سمّاه (علي بابا العراقي يظهر في ملعب الدوحة) عطفاً على شطب نتيجة فريق التتابع (4×400)متر المؤلف من ياسر علي محمد وإيهاب جبار هاشم ومحمد عبد الرضا جنجون وطه حسين ياسين في سباق اليوم الأخير 24 نيسان الجاري من بطولة آسيا 23 التي ضيفتها قطر ، وقد حلّ الفريق بالمركز الخامس برقم عراقي جديد (3:05:91) دقيقة لم يُعتمد بسبب خطأ فني!
وإذ أقدّر باعتزاز الحرص الكبير للدكتور ناصر على ظهور بعثة المنتخب الوطني بالأداء المميّز الذي يرتقي الى سمعة تاريخ ألعاب القوى العراقية ورموزها الأبطال ، تملّكتني الحيرة وأنا أقرأ أكثر من رأي لخبير ومدرب وعداء دولي سابق وردَ في سياق التعليقات على منشور الدكتور لم يفِ أحدهم حق الموضوع بتوضيح ما جرى بالضبط أو تبرير أسباب ارتكاب فريق التتابع الخطأ برغم أنه تكرّر في بطولة سابقة ، وربما يعاود الفريق نفسه أو من يخلفه مستقبلاً حرمان العراق من نتيجة مهمة!
ترى هل يكمن السبب في ضعف الاستعداد ، أم الشرود الذهني أم الخوف من قوة المتنافسين أم الجهل في تعليمات الفعّالية أم إهمال أحد اللاعبين ، أخبرونا أين الحقيقة؟! أما أن نتعكّز على حالات مماثلة لأبطال عالميين أبعدوا بسبب خطأ فادح مثل الذي جرى في الدوحة ، فلا يمكن أن تتطوّر اللعبة في العراق وفقاً لهكذا بيئة فنية وإدارية تخطّط بحسب ذاكرة اللحظة ولا تفكّر للغد وما بعده بالأمور الفنية والاستفادة من دروس البطولة أبداً لأن رئيس وأعضاء الاتحاد واللجان العاملة منشغلون في عدم كفاية المليار دينار لميزانية الاتحاد وأرهقوا أنفسهم في الديون ولم يُقنّنوا صرفياتهم على ضوء اختيار الفعّالية المناسبة لحظوظنا القوية ، الكف عن اصطحاب وفد كبير دون تنافس واقعي وجدّي على إحدى الميداليات الثلاث ، علماً أنّ من مجموع 10 آلاف رياضي تنافسوا في 306 مسابقات في 31 فعالية بدورة الألعاب الأولمبية التي جرت في ريو 2016 كان عدد الدول التي حصلت على الميداليات في الجدول النهائي 87 دولة ، وبينها 15 تحلم ميزانيات حكوماتها بربع ما تخصّصه الدولة العراقية للرياضة سنوياً!
إن كان شك الدكتور ناصر يستند إلى معلومات موثوقة تفيد بعبث (علي بابا) عمداً أثناء السباق ومحاولة خداع اللجنة المنظمة ، فالأمر يحتاج الى تحقيق فوري من المعنيين لإظهار كل متعلّقات القصة ، وعدم إخفاء الرؤوس التي توارت عن الأنظار منذ العودة الى بغداد ، فالجمهور يبحث عن أدلّة لا مسوّغات ، أما إذا كان الخطأ نتيجة تقصير المدرب أو لاعب ما وعدم الالتزام بالتعليمات ، فتوجِب هنا المحاسبة ، مع بيان رأي اتحاد اللعبة عمّا جرى ويجري كل مرّة بحسب شهادة الخبراء ، ما يعني وجود إهمال واضح في عدم متابعة تصحيح تلك الأخطاء التي تكلّف العراق أموالاً باهظة ، وخرج أكثر من مسؤول في الاتحاد قبل بدء البطولة الآسيوية زاعماً تحمّل نفقات المشاركة من حسابه الخاص ، ما هذا.. إلى متى نشتري الأخطاء والهزائم بأموالنا؟!
والمؤلم ،إنّ من يعاود قراءة تعليقات المهتمّين بشؤون عروس الألعاب خاصة من أهلها يضرب كفاً بكف حسرة على وجود طاقات تدريبية وكفاءات إدارية تفصح كتاباتهم عن شجن كبير من الممكن لأي مسؤول في وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية أن يوجه دعوة عاجلة لعقد مؤتمر مكاشفة بين اتحاد ألعاب القوى وعدد كبير من خبراء اللعبة الذين قضوا حياتهم يواكبون مستويات اللاعبين وتمرّضوا بسبب حرصهم على ضياع عشرات الميداليات في بطولات مختلفة لم نُحسن فيها تحضير رياضيينا ليردّدوا النشيد الوطني على منصّات التتويج.
هناك 100 خبير ومدرب من أبطال وبطلات ألعاب القوى العراقية يمكن أن يعلنوا ثورة الإصلاح البيضاء بورقة تفاهم مشترك مع الاتحاد الساعي هو الآخر لتطوير النتائج وفتح بابه أمام كل الطاقات الوفية للعمل بعيداً عن المصالح الضيقة.