TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: فديو الحلبوسي وصرخات عالية

العمود الثامن: فديو الحلبوسي وصرخات عالية

نشر في: 5 مايو, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

مثل كثيرين بدأت خطواتي الأولى في قراءة الرواية مع نجيب محفوظ، الذي لم يحاول في أعماله الأدبية أن يُهندس القضايا ويفلسفها، مثل "علّامتنا" المختفي ابراهيم الجعفري، وإنما كان يقدمها ببساطة وعفوية، وفي كل مرة أعود إليه لأكتشف جديداً، في روايته "ميرامار "، نجد عامر وجدي يعيش حالة من القلق على مصير البلاد بعد 1952 ويسأل : "هل تعتقدون أن الثورة ستحافظ على النظام الديمقراطي والبرلماني"، فيأتيه الجواب على لسان سرحان البحيري: "معظم الناس همهم الحصول على خبز يأكلونه.. فقط أنتم سكان هذا البانسيون تتحدثون عن الديمقراطية ".
تذكرت هذا الحوار ، وأنا أقرأ تفاصيل المعركة " الديمقراطية " الدائرة في البرلمان حول النائبة هيفاء الأمين. ولأنني لا أريد أن أخصص هذه الزاوية للدفاع عن أحد النواب، لكني قرأت المثير والعجيب في تصريحات النائبة عالية نصيف التي حولت المعركة من حديث عن موضوعة التخلف، الى معركة بين معسكر السافرات ومعسكر المحجبات. ولأن موضوع لبس المراة قضية شخصية لاعلاقة لها بالديمقراطية، فقد كانت أنديرا غاندي تضع الشال على رأسها، لكنها قدمت نموذجاً ديمقراطياً لايزال العالم يتحدث عنه. ولهذا أجد من المعيب أن تخرج علينا نائبة مثل عالية نصيف بحّ صوتها خلال أربعة أعوام عجاف للدفاع عن "الخراب" الذي انتشر في عهد حكومة نوري المالكي، مثلما تضخمت حنجرتها من الصراخ وهي تدافع عن تجربة إياد علاوي في الحكم، وبعدها لعلعت وصفقت لقائمة العراقية البيضاء وأقسمت بأغلظ الأيمان أن جمال البطيخ هو مانديلا العراق، لتخبرنا اليوم أن الحجاب هو عملنا أمام الله، وكأن العراقيين دخلوا الإسلام في زمن النائبة عالية نصيف التي لم يمنعها الحجاب من أن تمارس الانتهازية السياسية، والدفاع عن الفشل والخراب، والاستحواذ على ممتلكات الدولة، والمساومة من خلال جلسات الاستجواب.. أترك عالية نصيف وثورتها "الإيمانية" واسمحوا لي أن أذهب معكم الى الفديو الظريف للسيد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الذي أصرَّ فيه على أن يقف طلبة المدارس في شوارع تكريت يحملون صوره ويلوحون له بالأيادي، مع موسيقى حماسية تتابع خطواته وهو يدخل خيمة كبيرة أعدت له ليجلس على يمينه أحمد الجبوري أبو مازن وعلى يساره محمد الكربولي، والمناسبة تجمع عشائري. سيقول البعض إنها زيارة عادية لا تستحق أن تخصص لها هذه الزاوية، وسأُوافقكم الرأي لو أن السيد الحلبوسي اكتفى باستعراضاته ، بل وجدناه يلقي على مسامعنا محاضرة عن الديمقراطية العراقية التي ازدهرت منذ ان جلس على كرسي رئاسة البرلمان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram