علي حسين
إذا كان جنابك من الذين يتابعون الأخبار، فأتمنى أن تقرأ هذه العناوين المثيرة، العنوان الأول: أعلنت قبيلة "الحلابسة" في الأنبار عن دعمها وتأييدها المطلقين لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.. العنوان الثاني: تحالف المحور يعلن عن إلغاء عضوية محمد الحلبوسي، وإليك الأهم : تحالف القوى العراقية بقيادة الكرابلة يقررون عزل خميس الخنجر وأحمد الجبوري "أبو مازن"..ولكي يطمئن جنابك فإن المعركة ليست من أجل تقديم خدمات للناس الذين انتخبوهم، وإنما لخلاف على من يحصل على كرسي محافظة نينوى.. ولا تسأل ماذا هو مصير عشرات الآلاف من النازحين، لم تعد الصور مجزية .
هل هناك ما هو أسوأ؟ نعم ، سأخبر جنابك أن الفساد المالي والاداري ، اصبح صاحب سطوة وسلطان ، فها هو رئيس تحالف الاصلاح السيد عمار الحكيم يقول علناً:" ان المناصب بدأت تباع وتشترى في بورصة علنية في بغداد، فيما كانت خلال الدورات السابقة في بورصة سرية وفي عواصم إقليمية " .
هذه هي الأخبار التي أمامكم : معارك الساسة ضد الناس، وصلافة البعض ممن يعتقدون أن بناء النظام يتم بطريقة خطف الكراسي والتسلل الى مؤسسات الدولة بشعارات كاذبة.
معظم سياسيينا روجوا للعديد من الأكاذيب وصدقوها، وطلبوا منا أن نؤمن بها، ولعل أبرزها أنهم مكلفون شرعاً بحكم هذا الشعب وتولي أموره، وأنهم ليسوا بشراً مثلنا يصيبون ويخطئون، بل هم نوع نادر من الملائكة يحلّقون بأجنحة بيضاء، وجوههم سمحة لا يأتيهم الباطل من خلفهم ولا من أمامهم .
عشنا خلال السنوات الماضية مع سياسيين يعتبرون الدفاع عن أخطائهم واجباً على كل مواطن، فبعد أن أخبرتنا "الزعيمة" حنان الفتلاوي أنها تعرضت لمؤامرة "كونيّة" لمنعها من الحصول على كرسي البرلمان، وأن الشعب خذلها بعد كل عروض "الشو" الطائفي التي برعت في تقديمها خلال ثماني سنوات، كشفت لنا وللتاريخ مفاجأة كانت غائبة عن الشعب الناكر للجميل، وهي أن السيدة حنان الفتلاوي ناضلت أيام حكم النظام البائد ، من اجل ان ترتدي الحجاب الذي كان ممنوعاًانذاك ! . وأتمنى عليك أن لاتعتقد أنني أسخر من جنابك، فهذا ما قالته بالحرف الواحد في برنامج أحمد الملا طلال.
يمكن أن نفسر الأمر باعتباره نوعاً من الميل الغريزي إلى الكوميديا، ، وبغير ذلك أظن أنه من المرهق جداً محاولة فهم أن حنان الفتلاوي التي ظلت تشتم سليم الجبوري وتطالب بعزله خلال الدورة السابقة للبرلمان ، تقول اليوم ان الجبوري تعرض الى مؤامرة سياسية .
السيدة حنان لا أطالبك بدفع ثمن الخراب الذي حلّ بالبلاد ، لكننى أدعوك إلى اعتزال الفضائيات والتوقف عن تسميم حياتنا بالأكاذيب .