TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: العبادي يكتفي بهذا القدر

العمود الثامن: العبادي يكتفي بهذا القدر

نشر في: 5 يونيو, 2019: 12:16 ص

 علي حسين

هل قرأتم البيان الذي أصدره السيد حيدر العبادي والذي أعلن فيه تنازله وانسحابه من جميع المواقع القيادية في حزب الدعوة ؟ .. هل انتم مثلي ضريتم كفاً بكف ؟ في هذه الزاوية المتواضعة كتبت أن من أبرز الاخطاء التي ارتكبها حيدر العبادي في الانتخابات الأخيرة ، أنه لم يخرج من عباءة حزب الدعوة ، ولهذا ظلّ طوال الوقت يصرّ على أن تضمّ قائمته الانتخابية أسماء مثل عباس البياتي وعامر الخزاعي ومحمود الحسن .

ظلت الناس منذ الإعلان عن تشكيل قائمة العبادي تسأل ماذا سيفعل العبادي، ومن هي الأسماء الكفوءة التي سيدخل بها الانتخابات ، ولمن سينحاز: لأعضاء في حزب الدعوة أثبتوا فشلهم وسذاجتهم السياسية ، أم يذهب باتجاه شخصيات تعيد الاعتبار لصوت الناخب العراقي الذي يتعرّض في كلّ انتخابات إلى الإهانة بسبب احتضان الكتل السياسية لنماذج حوّلت البرلمان إلى " بازار " للصفقات ، ومنصّة لبثّ الكراهية بين أبناء الشعب ؟ ولهذا جاء اختيار حيدر العبادي للعديد من أعضاء قائمته أشبه بالإهانة الشديدة والجارحة التي ولّدت حالة من الاستياء عند الناخبين وتسبّبت في عزوف الكثيرين ، فما معنى أن يمنح الناخب ولاءه لشخصيات لم يبلغوا سنّ المراهقة السياسية ؟ الان العبادي يتحدث عن مستقبل هذا البلد ، فلماذا اذن لم يطرد آنذاك خفافيش الديمقراطية الذين ارتدوا أكثر من قناع .
ظلّ العبادي يلحُّ طوال السنوات الأربع الماضيات على أنه حامي الإصلاح ، منه جاء وإليه يخصص حصيلة جولاته الانتخابية ، ولهذا هو لا يتحرّك وحده، بل هو محاط بكبار الإصلاحيين من أمثال عباس البياتي وعامر الخزاعي ، كي يشهروا ثقافتهم في مدن العراق ، ويعلّموا العراقيين كيف تكون الديمقراطية !.
أبسط عقل سياسي كان يعرف أنّ عودة الوجوه الفاشلة، بالخداع والخطب الإصلاحية ، لن ينجح في الانتخابات الاخيرة وأنّ زمن الضحك على العراقيين انتهى مفعوله. لكن العبادي للاسف تأخر كثيرا لكي يصل إلى هذا الاستنتاج. كان الحلّ كان في التغييرالشامل ، لا في" الطبطبة " على الفاسدين والتهديد فقط بفتح ملفاتهم .
كانت الحاجة تبرز إلى تشكيل نخبة سياسية فاعلة ومسؤولة، غير عاجزة عن قيادة حركة تعبِّر عن صوت الناخب ، وتحترم معاناته وتستجيب لتطلعاته.. نخبة تنشغل بالبرنامج الوطني ، للناخب الذي سرقت أحلامه وأمواله ، أكثر من انشغالها بإرضاء قائمته الحزبية !
يصنع التاريخ الرجال الذين يخرجون من تردّدهم وعباءة الطائفية والتحزب الى فضاء أوسع، ظل العبادي متردّد ، ولهذا لم يستطع ان يصنع لحظته التاريخية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. mahmud

    مقالة رائعة عاشت ايدكم

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram