علي حسين
يُطالب أهالي البصرة بالخدمات والتنمية والعدالة الاجتماعية، فيؤتى لهم بمجاميع مسلحة تنظّم لهم ما يرتدون، وتتبعها مجاميع أخرى تحدّد لهم ما يسمعون ويأكلون. يعلو هتاف شباب البصرة بضرورة الاهتمام بالملف الخدمي والبطالة والنفايات،
فيكون الرد ببيان ثوري يُرسل مع رصاصة "حارقة وخارقة"، يحذّر أصحابها من الغناء وإقامة الحفلات. فالبصرة يريد لها أصحاب الرصاصات القاتلة أن تتحول الى جزء من دولة الخلافة الإسلامية.. ربما يقول البعض إنها جماعات منفلتة لاتمثل الطبقة السياسية ولا الحكومة.. ياسادة إن بوادر هذه الحركات ظهرت منذ أن أعلن عبود شلتاغ أنّ الموسيقى حرام، وقرر ماجد النصراوي أنّ الغناء رجسٌ من عمل الشيطان.. وعمل مجلس المحافظة منذ سنوات على إغراق حياة أهالي المحافظة بكل ما هو مزيّف، وكان الخيار دائما بين أن يهتم مجلس المحافظة بتطوير قدرات المحافظة وإدخالها الى المستقبل، أم ينتظر ما تقرره لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تصول وتجول بكل حرية؟!
الغريب أنه في الوقت الذي تُفجَّر فيه مقاهٍ للشباب في بغداد والبصرة، نجد أحد النواب يسعى لإقرار قانون يعفي أصحاب الشهادات المزوّرة من العقاب! وهناك من يحاول أن يشرّع قوانين تحمي الفاسدين من العقاب، وتمنحهم رواتب تقاعديّة مجزية!
في ظلّ هذه اللاعيب التي يعتقد أصحابها أننا شعب مايزال يعيش في عصور الجاهلية، لا أحد ينتبه لتقارير دولية تضع العراق دائماً في ذيل القائمة الخاصة بجودة التعليم والصحة والتنمية ، وإذا كان معدّل الأُميّة قد ضرب أرقاماً قياسية في السنوات الأخيرة، فهذه كارثة، وإذا كان الفقر والتهجير أحد الأسباب فالكارثة أعظم، وهناك ما هو أشد وأعظم أن يعتاد العراق على أنّ هذه الأرقام هي الطبيعية، أو أنّ الإمبريالية العالمية تتآمر علينا وتضعنا دائماً على رأس قائمة البلدان الغارقة في بحور الفساد الإداري والمالي.
للأسف فإن الكثير من السياسيين يتصورون أننا جنس مضاد للديمقراطية، وأن الدولة المدنية مجرد خرافة صنعتها الصهيونية للنيل من هذا الشعب الذي يراد له ان يستمر في مسلسل " الخوف " من المجهول .
توضع القوانين من أجل حماية حقوق الناس، وتصبح مرجعاً نهائياً لنزاعاتهم وخلافاتهم، وبالقانون لا بالنهي عن المنكر يبنى الاستقرار والتنمية.
اليوم نحن فى حاجة إلى ترسيخ قيم الدين الحقيقية في العدل والمساواة والتسامح والحوار، ليس من المنطق أن نحاول تأكيد المظاهر في السلوك والحريات، وننسى أهم وأخطر ما تتطلبه ظروف البصرةالآن.. نحن في حاجة إلى مجتمع صحي سليم يتجاوز أمراضه التي سكنته عشرات السنين ما بين الجهل والسلبية والاستبداد وانتهاك الحريات.
نريد أن نسترجع بصرة السيّاب ومحمود عبد الوهاب وحميد البصري وفؤاد سالم وسيتا هاكوبيان، بثقافتهم وفنونهم التي سمَت فوق الطائفية والمذهبية.
جميع التعليقات 1
Anonymous
من اروع الشعارات التي رفعها شباب البصره( البصره لم تسقطها امريكا بل اسقطها الساقطون)شعاؤ اخذ باولهم لاخرهم من حكومات ووزراء ونواب الصدفه ..