TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: هزائم المنطق

كلمة صدق: هزائم المنطق

نشر في: 12 يونيو, 2019: 08:50 م

 محمد حمدي

شهدت مباريات الدور نصف النهائي لبطولة كأس العراق نتائج أقل ما يقال عنها أنها غريبة ولم تكن لتتبادر إلى ذهن أي متابع مهما كانت درجة متابعاته وتوقعاته، وتمثلت بخسارة الطلبة أمام الكهرباء بثلاثية نظيفة وفوز الزوراء بأربعة أهداف مريحة على القوة الجوية.

مباريات شدّت الشارع الرياضي الكروي من أقصاه الى أقصاه بأمسية لاهبة لن تقبل بها أية دولة في العالم على اعتبار أن درجة الحرارة لا تسعف لاعب كرة القدم لتقديم مالديه وتعرّضه لخطر شديد لسنا بصدد الحديث عنه أكثر مما قيل ويقال وبات معروفاً لدى الجميع، وهو بذات الوقت ليس تبريراً للهزائم المدوّية التي نالها فريقان من أشد فرقنا المحلية مراساً وجماهيرية ، ولكن الغريب فيهما وما شهدناه على لسان أكثر المحللين بعد إنتهاء المباريات هو مجانية الخاسر وأقصد المدرب ولاعبوه وكيل المديح للفائز على أنه قرأ ظروف المباراة وتعامل معها وفق ما يتطلب، فنال بذلك أيوب أوديشو وثائر أحمد نصيبهما الوافر من النقد حدّ التجريح وعلّقت أكاليل الغار للحكيم شاكر ومدرب الكهرباء عباس عطية.

مع كل ذلك واستحقاق الزوراء والكهرباء للفوز إلا أن التحليل الرياضي أبتعد عن وصف الموقف كما هو وراح أكثرهم يغرّدون بعيداً عن أشواط المدربين والمنجّمين ومن وضع الخطط ودرسها وخدع غريمه مع العلم إننا جميعاً ندرك ماهية المدرب المحلي وطريقة تفكيره النمطية المعتادة في المباريات الحساسة والاعتيادية معاً.

لا نطلب هنا سوى فسحة بسيطة لمناقشة النتائج وأسئلة تفرض نفسها بقوة لعلّ أولها، هل هناك من يشكك بخبرة أوديشو وأحمد على المستوى المحلي؟ وهل أن الجوية والطلبة من الفرق الاعتيادية البسيطة في مساحة الأندية الجماهيرية؟ الإجابة واضحة بالتأكيد لكل منصف، ولكن كيف سقط الطلاب وماذا حل بالجوية؟

إن انهيار الطلبة لم يكن جديداً مع الخسارات المتتالية التي نالها في الدوري الكروي وكثرة الانقسامات التي تعيشها الإدارتان الفنية والادارية انتجت مجموعة من اللاعبين لم يلعبوا كرة القدم بما يوازي هويتها وجماهيريتها وانتظرت ما يملأ الجيب من مستحقات مالية وهُزمت نفسياً حتى قبل أن تبدأ مباراتها مع الكهرباء بوقت طويل، فيما أفرط الجويون بالتفاؤل بمستوى متميّز ومباراة جماهيرية كبيرة كسبوا فيها الشرطة المتصدر للدوري وراهنوا على تألقهم التصاعدي مع حالة التردّي الواضح للزوراء ونتائجه الصعبة في الفترة الأخيرة .

هنا يبرز دور المدرب الذي قد يجد نصف فرصة للتصحيح والعزف على نغمة إنقلاب واقعه نحو الأفضل من وحي إفراط المنافس بحسابات غير حقيقية، كما أسهمت الدقائق الأولى من المباراة وتسجيل الزوراء لهدفين سريعين أربكا حسابات الجوية الذي نزل نجمهم المتبختر حمادي أحمد الى الساحة ممتطياً نشوة غروره لمباراة هاتريك سابقة، وراح يُعنّف هذا ويوبّخ ذاك ويشدّ مع الحكم في مهاترات ونقاشات لا طائل منها سوى التأثير السلبي وإرباك فريقه.

من الجانب الآخر عاش الحكيم شاكر نشوى النصر مبكراً وقد انفتحت شهية لاعبيه على تسجيل الأهداف من وضع الإرتداد ونجح في الكسب مع انه لم يكن يتوقع الفوز بأكثر من هدف أو فارق هدفين في أحسن حالات العطاء للاعبيه الذين ابدعوا دون أدنى شك في استثمار فرصهم باحتراف قلّ نظيره.

انتهت قمّة "كلاسيكو الكاس" بنتيجة طبيعية لا تستوعب طلاءها بأجواء أسطورية كما صوّرها لنا أغلب المحللين!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: اقفاص الأسد في يومها الأخير

العمود الثامن: تذكروا أنكم بشرٌ

العمود الثامن: دولة مدنية

العمود الثامن: محاكم تفتيش نقابة المحاميين

العمود الثامن: كلمات إماراتية واطلالة عراقية

العمود الثامن: محاكم تفتيش نقابة المحاميين

 علي حسين ارتبط تاريخ نقابة المحاميين العراقيين ارتباطاً قوياً بأسماء كبار رجال القانون ، فكان اول من جلس على رئاسة كرسي النقابة ناجي السويدي الذي جاء من رئاسة الوزراء الى نقابة المحاميين ،...
علي حسين

باليت المدى: حين تتحول البنايات الى موسيقى

 ستار كاووش لم أتوقع بأني سأحب أعمال الفنان والمعماري النمساوي هاندرتفاسر (1928 - 2000) وأتعلق بأنجازاته الفريدة الى هذه الدرجة. فرغمَ أني كنتُ قد شاهدتُ له أعمالاً متفرقة هنا وهناك، لكن حين حصلتُ...
ستار كاووش

رسالة إلى دكتاتور: هذا ما حصل

د. أثير ناظم الجاسور هذه بعض كلمات إلى كل حاكم بغض النظر عن وجوده في اي مكان من هذا العالم العربي أراد ان يستخدم القوة فأفرط باستخدامها فظلم شعبه ونال من كرامتهم وحط من...
د. أثير ناظم الجاسور

التأثير السياسي التركي في سوريا بعد سقوط الأسد: الأهداف والاستراتيجيات

محمد علي الحيدري مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، برزت تركيا كأحد اللاعبين الرئيسيين المؤثرين في تشكيل مستقبل البلاد. خاصة وأن أنقرة طالما دعمت المعارضة السورية، وسعت إلى تحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.في...
محمد علي الحيدري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram