اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: وزيرة إعلام التوازن !!

العمود الثامن: وزيرة إعلام التوازن !!

نشر في: 15 يونيو, 2019: 09:58 م

 علي حسين

منذ أن سمعت عبارة الهيئات المستقلة، وأنا أعتقد أنها مشروع من الخيال، لن يتم تحقيقه على أرض الواقع، بدليل أن معظم هذه الهيئات ظلّت رهينة عند حزب الدعوة حصرياً..

ولهذا لانزال نعيش مع حكايات هزلية، يريد أصحابها أن يوهمونا أنه ليس في الإمكان أحسن مما كان ، وما سيكون.

منذ شهور ومعركة غنائم الهيئات المستقلة مشتعلة.. فبعد أن وعدتنا الكتل السياسية أن لامكان للمحاصصة وأن اسطوانة الاستحقاق الطائفي أصبحت من الماضي، نقرأ ونسمع أن الإصلاح تطالب بحصتها في الهيئات المستقلة، وأن الفتح والبناء تَجد في نفسها المقدرة على إدارة هذه الهيئات، فيما الجميع مشغول البال بتأمين مقاعد الوزارات والهيئات المستقلة لأصحابهم وأحبابهم.

عشنا في السنوات الماضية مع نظرية "وضع الموظف غير المناسب على مقاعد المسؤولية "، وقد اجتاحت هذه النظرية معظم مؤسسات الدولة، منذ أن اختطف رجال السياسة مستقبل البلاد وحاضرها، وخرجت علينا شخصيات من عيّنة عواطف النعمة وصالح المطلك وعباس البياتي وعتاب الدوري، ومئات مثلهم يستعرضون قدراتهم في القفز على الحبال.غير أن النائبة السابقة حنان الفتلاوي تبقى حالة فريدة من نوعها، إذا لم تكن أمهر صناع الخراب في العراق، فإنها علامة من علامات الزمن المضحك الذي نعيش.. اليوم تخيّل أن البعض يصر أن تكون هيئة الإعلام والاتصالات من حصة السيدة الفتلاوي، على اعتبار أنها تملك خبرة في وسائل الإعلام ، لأنها دائمة الظهورعلى الفضائيات ، تشرح للمشاهد آخر ما توصل إليه العلم الحديث في نظرية (7 مقابل 7).

وربما سيعتبر البعض أن هذه السطور مجرد سخرية من سياسية لها عدد من النواب، وأن الأمر نوع من حسد العيشة، غير أن الأمر ليس كذلك، إذ أن من المهم التعرف على الطريقة التي يتم فيها توزيع الهيئات المستقلة، لنستطيع فهم الكوارث التي تحيط بنا كل يوم.

ثمانية أعوام والسيدة الفتلاوي تجلس على كرسي البرلمان، وكل هذه السنوات كانت تطرح نفسها باعتبارها المقاوم الشرس عن مصالح الحكومة ضد أي متطفل يسأل: لماذا يحيط بنا الفشل من كل جانب؟ بعدها ستتحول بين ليلة وضحاها إلى معارضة شرسة لحكومة حيدر العبادي، ثم تنقلب لتظهر من جديد وهي تكيل المديح لحكومة عادل عبد المهدي، ولم نكن ندري نحن "المعجبين" بفصاحة النائبة أن عينها على مقعد رئيس هيئة الإعلام والاتصالات الوثير، هكذا ببساطة تخلّت حنان الفتلاوي عن دور المعارض، لتقرر الدخول الى عالم المناصب. 

والسؤال الآن: ما رأيكم أيها السادة الذين خرجتم للتظاهر من أجل الإصلاح ورفض المحاصصة ؟ هل سنسمع لكم صوتاً ، أم أن القبول بوزارة لإعلام " التوازن "اصبح أمراً مفروضاً ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. فاطمة حسين

    المقال في وقته

  2. ناطق حقي

    ماذا حل ب : فلاح السوداني ، عبعوب ، و امذالهم ؟

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram