اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عار مجلس النوّاب

العمود الثامن: عار مجلس النوّاب

نشر في: 17 يونيو, 2019: 08:57 م

 علي حسين

منذ أسابيع، وأخبار الحرائق التي التهمت المحاصيل الزراعية، وانتقلت الى المستشفيات، تأخذ حيزاً كبيراً في معظم وسائل الإعلام،

وضجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي، إلا مجلس النواب الذي انشغل، بدلاً من ذلك بتهيئة جلال الدين الصغير، ومهدي الصميدعي، ليسلمهما مفاتيح المحكمة الاتحادية. فيما أعلن رئيسه محمد الحلبوسي أن المجلس لن يستريح وسيبقي جلساته منعقدة حتى يعيد الى النواب الـ 12، الذين ألغت المحكمة الاتحادية صفة العضوية عنهم، حقوقهم وامتيازاتهم ورواتبهم وجوازاتهم الدبلوماسية ومصفحاتهم وحماياتهم. يعني نائب أقرت المحكمة أنه وصل للبرلمان عن طريق خطأ في حساب الأصوات ، ولاتنطبق عليه صفة نائب سابق ولا حالي ، ومع هذا قرر رئيس البرلمان، ومعه جميع نواب البرلمان وبالإجماع، أنهم لن يتهاونوا لكي يطالبوا بأن يحافظ هؤلاء الذين لا يحملون صفة نائب، ويحميهم من غدر هذا الشعب.

سنقول..لا.. لكل الذين يريدون الاستخفاف بإرادة الناس حين يطلبون منهم أن يظلوا ساكتين صامتين راضين داعمين لمهرجان امتيازات النواب الذين أخرجتهم المحكمة الاتحادية تحت شعارات مضحكة من عيّنة الحفاظ عليهم لأنهم يمثلون ثروة وطنية. 

لقد مارس مجلس النواب، بقيادة محمد الحلبوسي، أقسى أنواع الإهانة لملايين العراقيين، وبات واضحاً أن هناك قوى سياسية تحاول إجهاض حلم العراقيين بالحرية والعدالة الاجتماعية ، قوى تسخر من الديمقراطية، بعضها يحمل لافتات التقوى، وبعضها يرتدي لبوس الوطنية الزائفة، وبعضها يحاول أن يضحك على الناس بشعارات مضللة، فيما تقف وراء كل هذا رموز الفساد الذين ينتفعون من الوضع الحالي، طبقات سميكة من أصحاب المصالح، تسبّبوا ويتسبّبون كل يوم في قتل آمال وطموح العراقيين.

كان العراقيون يأملون من مجلس نوابهم الجديد أن يشرع قوانين تساعدهم وتنهض بحياتهم، قوانين تمنع سرقة المال العام، تمنع المسؤولين من تزوير شهاداتهم، تمنع تحويل مؤسسات الدولة إلى ملكية خاصة، تمنع احتكار السلطة، تحفظ حريات الناس وتمنع رفع الشعارات الكاذبة التي تهدد نسيج المجتمع، قوانين تمنع صبيان السياسة من اللعب بمقدرات الشعب، قوانين تقف بالضد من دعاة الطائفية المقيتة. 

من حقّنا جميعا أن يخرج علينا محمد الحلبوسي ليجيب على تساؤلنا: لماذا كان الاستعجال والهرولة في منح العطايا والامتيازات لأشخاص ليسوا بنواب، فيما المجلس لا يزال مثل السلحفاة في إقرار قوانين تهدف الى الحد من سرقة المال العام، وتقديم الخدمات للمواطنين؟ 

من حق العراقيين ألا يقعوا في غرام نوّابهم، والسبب لأن بضاعتهم مزيفة، ولا تناسب مطالب الناس بالعدالة الاجتماعية وبالإصلاح السياسي. 

أيها النواب.. سيظل هذا القرار وصمة عار في تاريخ مجلس النواب، لكن يبدو أن ضمائر الكثير من أعضاء المجلس نامت.. وشبعت نوماً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. أم مصطفى

    مع الأسف كل هذا والشعب ساكت على الي يسرقه ميخلص العراق إلا إذا كل الأحزاب انشالت كلهم حرامية

  2. Anonymous

    كل كلمة في هذة المقالة تعبر عن واقع العراق بمصداقية شكرا لكاتبها الشجاع لا تغير في العراق إلا بزوال تلك الأحزاب والقادة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram