TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باختصار ديمقراطي: لنحلّق مع الطائرة

باختصار ديمقراطي: لنحلّق مع الطائرة

نشر في: 23 يونيو, 2019: 07:17 م

 رعد العراقي

نعم حان الوقت لأن نُطلق العنان لحماسة الجماهير لأن تذهب بمؤازرتها نحو الكرة الطائرة اللعبة الرابعة شعبياً

ولا تتقيد بقوانين الانحياز الذي فرضته سطوة كرة القدم وانتزعت من بقية الألعاب مساحة الانتشار والشهرة، فبات الانجاز الرياضي لا يأخذ اهتماماً ودعماً ولا قيمة معنوية إلا إذا كان كروياً!

لعبة الكرة الطائرة تمثل تأريخاً مُشرقاً من حيث عراقة التأسيس والتمثيل على المستوى الخارجي، فبعد أن أنتشرت اللعبة في عشرينيات القرن الماضي واسهم المدرّسين العراقيين المبتعثين في خارج الوطن بتوفير قوانين اللعبة حتى تأسس اتحادي الطائرة والسلة عام 1953 قبل أن ينفصل اتحاد الكرة عام 1955 ثم أنضم الى الاتحاد الدولي عام 1959 وكان للعراق شرف الدعوة الى المؤتمر التأسيسي للاتحاد العربي للكرة الطائرة عام 1975.

كان لهذا التاريخ أثر في ظهور رموز مثلت العراق خارجياً كالمرحوم الدكتور عبدالرزاق الطائي الذي كان أول من شغل عضوية الاتحاد الدولي وجمال أمين كنعان والمرحوم الدكتور ماجد كحلة أحد الأعلام ورموز الرياضة العراقية وعقيل الكاتب وعماد حمزة وغيرهم..

وكان للاهتمام الذي حظيت به تلك اللعبة دورٌ في بروز المنتخبات الوطنية على المستوى العربي والأقليمي والمنافسة بقوة على البطولات لتقدم جيل من اللاعبين الأفذاذ الذين سجّلوا بحروف من ذهب اسماءهم في أرشيف اللعبة كخالد بشير وثائر أسود والمرحوم نصير شامل والكثير من الابطال ممّن لا تسع المساحة لذكرهم.

وفي حينها برز عدد مهم من الأندية المحلية التي منحت الدوري طابعاً تنافسياً وقدّمت العديد من اللاعبين البارزين كنادي الجيش وديالى والصناعة والشرطة. 

بعد عام 2003 شهدت اللعبة تراجعاً مخيفاً وانحساراً في عدد الأندية المشاركة في البطولات المحلية مع عزوف الشباب لممارسة تلك الرياضة حتى على صعيد الفعاليات المدرسية التي كانت سابقاً تشكّل ركيزة لاكتشاف المواهب، ومعها أصبحت مشاركات المنتخبات العراقية أقرب الى الشكلية ولم يتحقق أي إنجاز حقيقي على الصعيد الخارجي حتى في أوقات كان الدعم المالي كبيراً ولا يشكّل عائقاً في تنفيذ خطط التطوير والنهوض باللعبة إلا أن الإدارات السابقة لم تتمكّن من انتشالها من واقعها المرير.

اتحاد الكرة الطائرة الحالي بهيئته الإدارية برئاسة جميل العبادي عضو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية والذي تولى إدارة الاتحاد عقب استقالة رئيسه السابق مناف فاضل وبدأ حال تسنّمه منصبه بارسال رسائل الاطمئنان بعودة أمجاد اللعبة من خلال خطوات موزونة أبتدأت بتنظيم دوري منظّم على كل المستويات تشارك فيه العديد من الأندية وتتنافس بقوة لتقدّم لنا وجبة من الإثارة والندية، ثم أتجه نحو تشكيل المنتخبات الوطنية وضم اللاعبين البارزين والاستعداد للمشاركات الخارجية من خلال إعداد مناهج ومعسكرات تدريبية كانت لغة التفاؤل والتحدي فيها بتحقيق الانجازات هي البارزة بكل تصريحاتهم، وهو ما تظهره استعدادات منتخب تحت 23 عاماً الذي سيدخل اختبار تصفيات غرب آسيا التي تضيفها البحرين يوم 27 حزيران الحالي بمشاركة ستة منتخبات من أجل المنافسة على التأهل للنهائيات القارية التي تضيّفها مانيمار لتكون تلك البطولة عنوان تألق الكرة الطائرة العراقية من جديد.

هذه دعوة لجميع الزملاء من أبناء الصحافة والإعلام الرياضي لتوجيه بوصلة الإهتمام والإشهار والتحفيز نحو الأجيال الجديدة للكرة الطائرة ومنح الاتحاد ونشاطاته الاستحقاق الفعلي لدورهم بعد أن كانت عيون الصحافة غائبة ومنشغلة بنقل الصراعات والأحداث الكروية وهو ما أسهم في أفول اللعبة طيلة السنوات الماضية حتى بات ذكرها لا يتعدى بعض الأخبار التي كانت تذكر على استحياء في الفترات الصباحية لقناة العراقية الرياضية ليكون شعارنا ندعم كل من يجتهد ويحقق الانجاز الرياضي وليس الكروي فقط.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram