TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الإصلاح.. هل يتذكّره أحد؟

العمود الثامن: الإصلاح.. هل يتذكّره أحد؟

نشر في: 24 يونيو, 2019: 09:05 م

 علي حسين

قبل ثلاثة أيام، كانت صحف بريطانيا تنشر على صفحاتها الأولى صورة لوزير العدل مارك فيلد، وهو يدفع ناشطة مدنية خلال احتفال رسمي.

ورغم أن الرجل اعتذر عن الحادثة، فقد قرّرت رئيسة الوزراء إيقافه عن العمل، وأخبرتنا، نحن الذين نعيش مع سياسيين ممنوع الاقتراب منهم، أنها شاهدت اللقطات ووجدتها مقلقة للغاية. فيما أصدر رئيس حزب المحافظين بياناً أعلن فيه براءته من الوزير. ولم تمضِ ساعات على الحادث حتى وجد الوزير نفسه يقف أمام الشرطة للتحقيق.. سيقول قرّاء أعزّاء حتماً: أيها الكاتب البطران، لماذا لاتريد أن تحتفل بإكمال الكابينة الوزارية، ألا تشعر بالفرح والفخر بعد أن أُعلن داخل قبّة البرلمان أن صاروخ التنمية والإعمار سينطلق بقوة بعد أن بشّرنا محمد الحلبوسي بأن رواتب النوّاب ستخفض قليلاً، رغم أنها، كما قال ذات يوم "بهيج"، لاتكفي لدفع إيجار منزل! 

ما يعتقده الإعلام البريطاني أنه كارثة وجريمة، لأن وزير العدل "دفع" امرأة، لا يستحق عندنا حتى عناء المناقشة اذا ما اصرت دورية للشرطة ان تحتجز عائلة كاملة من دون سبب ، فما دمنا نعيش أجواء الإصلاح العظيم، ماذا يعني أن يكون منصب وزير الداخلية حكراً على طائفة، وأن لا تخرج وزارة الدفاع من معطف قائمة المحور. كان العراقي يأمل أن تكون أولى بشائر التغيير في الحكومة الجديدة، هي اختيار أشخاص من خارج المحاصصة ، ألا ان البرلمان مصر على ان وزارة التربية لن تخرج من عباءة المكون السني ، مثلما وزارة الداخلية لن تغادر قوائم الشيعة.

لا تسأل عن الخراب وغياب الخدمات والفقر وانتشار البطالة في مدن العراق خلال الأشهر الأخيرة، وأتمنى عليك أن تمسح من ذاكرتك أرقام المهجّرين التي فاقت كل بلدان الهجرات الكبرى. يرفض ساستنا الكرام حديث الخيبة والفشل، فهم مصرّون على أن يملأوا الشاشات بخُطب ومعارك ناريّة من نوعية "لا مكان لتواجد أجنبي على أرض العراق".

في صبيحة كل يوم مطلوب منك أيها العراقي "المسكين" أن تضحك على حالك، وتردد مع أبي العلاء: ضَحِكنا، وكان الضّحكُ منّا سفاهةً 

تاريخ الضحك مليء بالطرائف والأكاذيب، لكن أغلظها ستظل بالتاكيد تصريحات ساسة ومسؤولين يتصرفون مع أخبار الخراب، وكأنها تجري في كوكب آخر.

وأذكر جيداً عندما هبّت رياح الإصلاح على برلماننا "العتيد"، وما تبعها من خطابات وأهازيج انتهت إلى اتفاقات ، توهم خلالها المواطن البسيط بأن الأمور قد حسمت لصالحه، وتصوّر أن دعاة المحاصصة باتوا أشبه بكائنات منقرضة لن يكون لها وجود في ظل زمن الإصلاح الجميل، وأنها تحولت الى أشياء من الماضى، غير أنه ثبت للجميع أن "المتغطي بالبرلمان عريان " كما يقول المثل المصري .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram