اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من عالية إلى حمد.. حكمة الديمقراطية

العمود الثامن: من عالية إلى حمد.. حكمة الديمقراطية

نشر في: 25 يونيو, 2019: 09:38 م

 علي حسين

بمنتهى الوضوح والاعتزاز بالنفس، يقول لك قيادي في تيار الحكمة إنهم لن يجلسوا على كراسي الوزراء، فقد اختاروا كراسي المعارضة.

وقبل أن تصفق فرحاً لهذا التصريح، يفاجئك القيادي بأن هذا الأمر لايعني أنهم سيتخلّون عن كراسي الهيئات المستقلة ووكلاء الوزراء والمديرين العامين.. وقبل أن تفيق من الصدمة يشرح لك القيادي، مشكوراً، نظريتهم في المعارضة ويقارنها بما حصل في اسطنبول، يقول لك : ألم تحصل المعارضة على كرسي بلدية اسطنبول ؟ فلماذا تحرموننا من كرسي أمانة بغداد.. والمرشح جاهز و"على السكين"، طبعاً نسيَ او تناسى هذا القيادي أن المعركة على كرسي بلدية اسطنبول كان من خلال الانتخابات وليس من خلال الاستحقاق الطائفي او السياسي. 

وبمنتهى الوضوح والكبرياء، تقول لك النائبة عالية نصيف إنها تتعرض لمؤامرة، والمؤامرة، فى نظر "الإصلاحية"عالية نصيف، هي كل من لا يصفق لصرخاتها على الفضائيات، وكل من تسوِّل له نفسه أن يسألها عن العقود والعمولات والابتزاز. في هذه البلاد فقط يخرج نائب ليطالب بإطلاق سراح متّهم بـجرائم الـ "السمسرة والابتزاز في وزارات الداخلية والنفط والمصارف وعلى صلة بشبكة لتهريب النفط والآثار"، فالسيدة عالية تريد أن تحذف كلمة قانون من قاموس الحكومة، وهي تفتخر بأن المتهم أحد أقاربها، وكل من يرى عكس ما ترى السيدة النائبة ، هو متآمر يريد النيل من مكانتها "الوطنية" .

وبكل صلافة و"مدنية"، يقرر النائب حمد الموسوي أن يقوم بصولة "جهادية"على مؤسسة صحفية ويعتدي على كادرها ويغلقها "بالقفل والمفتاح."

منذ أن حصل حمد الموسوي على كرسي البرلمان، والرجل لبس طاقية الاختفاء ، فقد حصل على الحصانة، ونظريته في إدارة الموارد المالية للدولة ستُحمى بالقانون، وهي النظرية التي يقول صاحبها الموسوي إنه لولا متاجرته بالعملة وشرائها بالاحتيال من البنك المركزي العراقي، لما استطاعت الحكومة أن تدفع الرواتب للموظفين، ثم يخبرنا بسرّ اقتصادي: إنّ الأموال التي يحصل عليها من مزاد العملة، هي التي تضبط حركة الاقتصاد العراقي. هكذا سنستبدل التنمية والإنتاج، بخطب النائب حمد الموسوي الذي كانت متعته الوحيدة أثناء الانتخابات أن يقدّم للعراقيين خلطة مثيرة للضحك، يجمع فيها نثار الكلمات التي لا تنتمي إلى عصر وزمان، وأيضاً سنستبدل القانون بنظرية عالية نصيف عن الأقارب والأصحاب والأحباب الذين يجب أن ينعموا بالثروة والنفوذ والحماية، ولا يمكن لأحد، مهما كان، أن يصادر حقّهم في أن يختاروا الطريقة التي ينهبون بها ثروات البلاد. 

في الطريق إلى العصر العراقي الجديد، نتأمّل حال العراقي اليوم ونجد أننا نعيش عصراً فائض الخراب، مع الاعتذار للمرحوم كارل ماركس ومصطلحه الشهير "فائض القيمة " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عبدالامير حسين

    لماذا يتهالكون على منصب امانة بغداد لكي يسرقو ما تبقى من اراضي وعقارات الدولة وبشكل رسمي وبابخس الاسعار

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram