TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: حرائق في ثياب البرلمان

العمود الثامن: حرائق في ثياب البرلمان

نشر في: 26 يونيو, 2019: 09:48 م

 علي حسين

سيظل مؤشر الحرائق فى ارتفاع.. وسوف تتكرر حرائق كبريت المشراق فى أكثر من مكان وأكثر من مناسبة طالما بقيت الدولة رخوة إلى هذا الحد، والنظام هشاً على هذا النحو البائس، وطالما بقيت الحكومة ترفع شعار: لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم!!

ولعلك تتساءل الآن: وماذا تفعل الحكومة أكثر من أن تطفئ الحرائق؟ وأضيف للقارئ العزيز: على البرلمان يرفع يديه بالدعاء على من أشعل هذه الحرائق، ويصر ان تتولى حنان الفتلاوي رئاسة احدى الهيئات المستقله ، فمن غير المعقول بعد ان حرمت من كرسي الوزارة وكرسي محافظ بابل ان لاتحصل على جزء آخر من الكعكة العراقية .. هذا ما بشرنا به النائب هيثم الجبوري ، أما المواطن فهو المتضرر الوحيد. 

المواطن يبكي وهو لاحول له ولا قوة فى مسألة محاسبة منفذي الحرائق، مثلما يجد هذا المواطن أنه لايحق له أن يسأل من يقف وراء هذه الكوارث وأين أصبحت نتائج التحقيق فيها؟ ربما يقول قارئ عزيز: يالك من كاتب بطران، لقد تعودنا أن نتيجة اللجنة التحقيقية ليست مهمّة جداً، وأن المشكلة فقط في وصف الجريمة، هل هي متعمدة؟ أم كانت سهواً؟ أم أن كل شيء تحت السيطرة. 

لم يحدث في تاريخ البلد أن غيِّب القانون والعدل الى هذه الدرجة. غيّبهما نفوذ الأحزاب وتنظيماتها المسلحة، وهوس الحصول على كل شيء. فيما الوطنية التي يجب أن تكون عنواناً للوظيفة السياسية، صارت تهمة . 

في الأشهر الماضية، عاشت أستراليا بأجمعها ملحمة بشرية في مكافحة الحرائق التي تسببت بها الأحوال الجوية، وشاهدنا كيف رشق الغاضبون كبار مسؤولي أستراليا بالبيض غضباً.. فيما معركة البيض العراقي اندلعت على صفحات الفيسبوك فقط، ويخشى أصحابها الاقتراب من قلاع البرلمان 

عندما يفشل من يطلقون على أنفسهم نواب في صياغة مشروع وطني لدولة مؤسسات في العراق، نراهم لا يجدون سوى طريق واحد لخوض المعركة السهلة، وهو طريق المناصب والمغانم، اعتقاداً منهم أن العراق مجرد كعكة لذيذة ودسمة، تعرف الناس جيداً أنها كانت السبب وراء حروب الساسة من أجل البقاء أطول مدة ممكنة على أنفاس الوطن.

يكشف لنا صمت البرلمان أن أحزابه لا تجيد سوى نشر الإحباط وقتل الأمل في النفوس، وتحويل البلدان التي انتظرت السعادة الى بلدان يرضى أهلها بما هو مقسوم لهم في ظل ساسة ومسؤولين مهمتهم الأولى تعبيد طرق الآخرة أمام الناس وطرق السعادة والرفاهية أمام عوائلهم .

أن يحتفظ رئيس البرلمان بصمته وهدوئه ، بينما النار تشتعل في كل مكان ، فهذا ما لا يصدقه عاقل، إلا اذا كان يعتقد ان وجود علي الصجري على رأس لجنة النزاهة في البرلمان سيوقف حرائق الفساد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram