اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: هل سمعتم ما قاله الصيادي ؟

العمود الثامن: هل سمعتم ما قاله الصيادي ؟

نشر في: 30 يونيو, 2019: 09:19 م

 علي حسين

أحاول قدر طاقتي وتحمّلي، الابتعاد عن سِيَر معظم السياسيين ومن شابههم. وما لا يعرفه بعض القراء أنني، قدر استطاعتي، أحاول أن أشغلكم بالحديث عن الكتب وتجربة سنغافورة،

وأصدّع رؤوسكم بمقولات غاندي ومانديلا. لكنني ياسادة أعود مرغماً لكتابة عمود عن زعماء هذا العصر . بالأمس، وبدافع الفضول لا غير تابعت تصريحاً مثيراً للضحك للنائب كاظم الصيادي يقول، وبثقة كاملة، إنه لن يوافق على ترشيح علي عبد الأمير علاوي لمنصب محافظ البنك المركزي.. لماذا ياسيدي الكريم؟.. يخبرنا وبثقة أيضاً : لأنه لم يخدم في الدولة العراقية يوماً واحداً.. تخيل مصير دولة لا يعرف فيها نائب يجلس داخل قبة البرلمان منذ عام 2010 ، أن علي عبد الأمير علاوي كان وزيراً للتجارة ووزيراً للمالية بعد عام 2003 

يقول نهرو لابنته أنديرا في واحدة من رسائله التي ترجمها الى العربية أحمد بهاء الدين: "هناك ما هو أخطر من الفساد في السياسية، إنه الجهل، فهوغطاء لكل أنواع الخراب." 

هل هناك أخبار من هذه العيّنة التي وصفها نهرو بغطاء الخراب، نعم ياسادة :مجلس النواب ينجز مناقشة مشروع قانون المحكمة الاتحادية العليا ويبصم بالعشرة على خبراء الشريعة.. ربما يقول قارئ عزيز : يارجل لماذا تستسبق الأحداث والمحكمة لم تشكَّل بعد. لكن ياعزيزي ليس مستبعداً أن نفاجأ جميعاً بأن المحكمة الاتحادية قد صارت، وبقدرة بعض الكتل السياسية، محكمة شرعية.

عندما لا يجد رئيس كتلة سياسية حرجاً في الحديث عن الطوائف والمذاهب، ويصدر الى الناس خطاباً طائفياً، من أجل أن يحصل على كرسي إحدى الوزارات، فإننا بالتأكيد نعيش عصر الخراب.. أرجوكم اقرأوا تغريدة "المجاهد" جمال الكربولي عن أهمية الاستحقاق الطائفي. 

السياسي الفاشل عادة ما ينتقم من جمهور يرفض تصديق خطاباته "العظيمة"، هكذا يخبرنا نهرو في واحدة من رسائله، في صفحات مثيرة من الكتاب يحدثنا نهرو عن مفهومة لمصطلح الإرادة: "إرادة التغيير شيء آخر ، ميدانها ليس المؤتمرات السياسية، إنها في الحقول والشوارع والأسواق".

ما يزال ساستنا "الأفاضل" مصرّين على أن يتعلموا فن "الإرادة" من ميكافيللي، لا من نهرو: "لا تفكر في عقول الناس فهي دائماً تنشدّ لإرادة الحاكم"، هذا هو الدرس الذي يعطيه صاحب كتاب "الأمير" لكل الذين يلعبون على "إرادة" البسطاء. وأتمنى على القراء أن يعذرونني لأنني شغوف بمتابعة إنجازات حركة "إرادة" في بلاد الرافدين وكيف أنها ستحمل لنا السرور والحبور حالما تشتري زعيمتها إحدى الهيئات المستقلة. 

وفي فرصة الاقتراع الحقيقية الأولى، تختار الشعوب ساسة مثل ميركل، ، مثلما اختار الهنود رجلاً أنيقاً قادماً من جامعة كيمبريدج اسمه نهرو، وأهل هذه البلاد اختاروا في القرن الحادي والعشرين، أشخاصاً غامضي المصادر، خفافاً عائمين فوق بحر من الجهل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram