محمد العبيدي
بعد توقّفها لفترة طويلة لأسباب استثنائية، تعود بطولة غرب آسيا للرجال لكرة القدم الى ساحة المنافسات عبر بوابة العراق للمرة الأولى بعد رفع الحظر عنها.
وكان المنتخب القطري توّج في النسخة الأخيرة من البطولة التي أقيمت في الدوحة في 25 كانون الأول 2013 لغاية 7 كانون الثاني 2014 بمشاركة تسعة منتخبات، فيما حلّ الأردن في المركز الثاني والبحرين ثالثاً.
تنطلق البطولة اعتباراً من 2 آب وتستمر لمدة 12 يوماً، بمشاركة 9 منتخبات هي العراق "البلد المضيف"، السعودية، الأردن، فلسطين، لبنان، سوريا، اليمن، الكويت والبحرين. فيما ربط الاتحاد العُماني لكرة القدم مشاركته في بطولة غرب آسيا التاسعة لكرة القدم بتعديل موعد إقامتها من شهر آب إلى تشرين الأول المقبل وذلك بعد معرفة مجموعات تصفيات كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 في القرعة التي ستجري يوم 17 تموز المقبل في العاصمة القطرية الدوحة.
مدرب المنتخب العراقي السلوفيني كاتانيتش يعوّل على مباريات غرب اسيا لتكون محطة إعداد مهمة للفريق قبل الشروع في تصفيات كأس العالم. وبسبب أن مباريات بطولة غرب آسيا ستكون خارج أيام الفيفا وبالتالي قد لا يلتحق عدد من اللاعبين المحترفين حيث ستكون الفرصة الأخيرة لعدد آخر من المحليين والشباب الذين قد تتم مشاركتهم في البطولة حيث تعد بطولة غرب آسيا المحطة الأخيرة للمدرب قبل الاستقرار على القائمة النهائية للمنتخب التي سيدخل بها تصفيات كأس العالم .
عودة العراق لتضييف المباريات الدولية والأحداث الرياضية ومنها بطولة غرب آسيا التي ستكون محطة مهمة لتقديم المستوى اللائق تنظيمياً وإدارياً في ملاعب العراق المتعطشة لاستقبال الأشقاء والأصدقاءعلى حد سواء. وفي الإطار ذاته يتحتم على الجماهير العراقية الوفية التحلي بالروح الرياضية العالية كما عودتنا وتقديم صورة مشرفة تعكس الوعي الرياضي الموجود والمعروف به الشباب العراقي الفطن.
الأحداث الأخيرة الطارئة الخارجة عن الإطار الأخلاقي التي رافقت عدداً من مباريات الدوري المحلي وسلوكيات بعض المحسوبين على الجماهير الرياضية مثلت إساءة للكرة العراقية عموماً وهذا الموقف وأي حالة مشابهة ينبغي التعامل معها بحزم وصرامة كي لا تستشري وتفسد أجواء المباريات وجماليتها المتمثلة بالحضور الجماهيري المميز وهي حالة تفتقدها العديد من الدول الشقيقة التي تمني النفس بوجود جماهير محبة لكرة القدم والشغف الكبير والفريد للساحرة المستديرة كما هو الحال في العراق لذلك لا يمكن لبعض الدخلاء على روابط الأندية الجماهيرية تخريب سمعتها والإساءة للكرة العراقية بأي شكل من الأشكال.
الحضور الجماهيري سيكون أحد العوامل المهمة والأساسية لإنجاح بطولة غرب آسيا كما هو الحال في أي مباراة دولية تلعب في العراق . مثلما كانت وما تزال المباريات الجماهيرية مضرب الأمثال لما تقدمه من تفاعل جماهيري بأحلى صوره المعبرة عن مدى شعبية اللعبة وأهميتها لدى الشباب العراقي. وهذا أيضاً يدفع المنظمين والمسؤولين الى بذل أقصى الجهود من أجل تقديم التسهيلات اللازمة لوصول الجماهير من والى الملاعب وكذلك لجهات ذات العلاقة مثل شرطة المرور والإسعاف وتأهب رجال الدفاع المدني والجهات الأمنية تحسباً لأي طارئ ، وصولاً الى آلية بيع التذاكر والعمل على ضمان توفير الفرصة بشكل عادل وواضح للجميع . في مناسبات سابقة في العراق عانى الكثير من الجماهير من أجل الوصول الى الملعب وفشل عدد آخر في الحصول على التذاكر لعدم وضوح طريقة بيعها التي مازالت متخلفة وفاشلة في الكثير من المناسبات لدرجة توضح مدى ابتعادنا عن أدنى مستويات تنظيم الأحداث الجماهيرية وخصوصاً في كرة القدم في التي بلغت في يومنا هذا مراحل متقدمة للغاية على كافة المستويات كالنقل التلفزيوني والتسويق وحقوق البث والرعاية التجارية واستقطاب الجماهير وتوفير أفضل الخدمات لهم وخصوصاُ ذوي الاحتياجات الخاصة منهم. من المهم جداً دراسة كافة السيناريوهات المحتملة ووضع خطط بديلة لكل مرحلة وخطوة قبل وأثناء وبعد البطولة التي ستكون فرصة مهمة لتجمع منتخبات غرب القارة الصفراء ومحط أنظار العالم لأحداثها ومجرياتها.