محمد حمدي
سيشهد ملعب الشعب الدولي يوم الثلاثاء المقبل مباراة من العيار الثقيل ربما لن يجود بها الزمن سوى بمرّات نادرة تجتمع بها مقوّمات النجاح والتألق
بصورة مثالية كلاسيكو ثالث في الساعة السابعة والربع مساء في ختام الجولة السادسة عشرة من جولة الإياب لدوري الكرة الممتاز الذي يجمع القوة الجوية مع نادي الزوراء.
وتنطوي المباراة على حسابات كبيرة للفريقين الجماهيريين خاصة بعد فوز الزوراء المثير على الجوية ضمن نصف نهائي كأس العراق بأربعة أهداف لهدف واحد، وعودة الجوية بفوز في مباراة مؤجلة لتكون النتيجة متعادلة.
نعم توافرت عناصر النجاح في هذه المباراة مبكراً بصورة مثالية الملعب بحالة جيدة مع الجمهور الرائع الكبير والتوقيت المناسب بليلة كروية يبحث عنها الجمهور ويبدو أن كل شيء فيها يسير نحو أمسية رياضية كروية في غاية المتعة، ويقيناً لو توافرت مثل هذه الظروف مجتمعة حتى لمؤخرة أندية الترتيب في الممتاز فلسوف نشاهد مباراة كبيرة أيضاً، فالجماهير الهائلة وهي تملأ ملعب الشعب غاية الطموح في شحن الأجواء وإلهاب المنافسة بين العريقين الزوراء والجوية، يضاف لها النقل التلفازي والتغطيات الإعلامية التي سبقت المباراة بأيام وكان كل ما يدور في الساحة ينبئ بحدث رياضي فريد كالذي سيحصل الثلاثاء وتستمتع به الجماهير بكل ما تعني الكلمة.
هنا يتوارد الى الذهن السؤال التالي، ترى لماذا لا تكون جميع مباريات الدوري العراقي بهذا المستوى والإعداد؟ ولماذا تكون المباراة الكبيرة المكتملة نادرة الحدوث اليوم؟ وكيف لنا أن نهيّئ الظروف المناسبة لأجواء مثالية تقام بها مباريات الدوري بما يوازي ما لدى الآخرين؟
للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها لابد أن نقرّ ونؤكد أولاً بأن إمكانية الإرتقاء بالدوري والمباريات ممكن بدليل مباراة الجوية والشرطة السابقة أو مباراة الزوراء والجوية ، لأجل ذلك لابد أن تكون جميع الظروف مجتمعة بمثاليتها في جميع مباريات الدوري الكروي الممتاز بدون استثناء، وبمعنى أصح لا يجوز إجراء المباريات على ملاعب بأرضية غير صالحة وبدون توافر أي إضافات لوجستية في هذا الملاعب، فهي كما الحال مع بعض الملاعب بلا أنوار كاشفة وأرضية مناسبة ومقاعد جيدة للجمهور أو أماكن مقبولة لتواجد الإعلاميين تفي بالغرض المقصود.
إن المتتبّع لمسيرة تحضير الأندية المحلية المشاركة في الدوري للموسم الرياضي الجاري 2018-2019 يدرك تماماً أن تلك الأندية على قدر عالٍ من المسؤولية، تبدي اهتماماً كبيراً بتنفيذ ستراتيجية كرة القدم العراقية، وطالبت بمجملها أن تكون الأجواء مثالية لدوري كروي متميّز من ناحية الزمان والمكان والظروف العامة التي تليق به، وتسعى هي من جانبها بكل ما تملك من أجل تطوير فرقها الرياضية وجعلها أكثر قوة للمشاركة في الدوري هذا العام.
لقد أعاد اتحاد الكرة اسطوانة كل موسم بدعوى عدم السيطرة على إكمال المباريات بتوقيتاتها المناسبة لظروف خارجة عن الإرادة وتتسبّب بتأجيل المباريات وأهمها مشاركة المنتخبات الوطنية، كما إن تراخيص الملاعب عانت قصوراً هائلاً عبر لجنتها غير المنسجمة أصلاً وأجازت ملاعب لا تصلح لمباريات الفرق الشعبية في الأصل، وانضباط الجمهور لم يكن عند مستوى الطموح وعانت فرقنا كثيراً من بعض التصرّفات الشاذّة التي شكّلتْ صدمة قوية للدوري بمجمله!
بذات الصدمة كان التحكيم الكروي دون مستوى الطموح أيضاً وتسبّب بنتائج كارثية وأخطاء فادحة، أمور كثيرة مشخّصة أسهمت بطريقة وأخرى الى استمرار عجلة الدوري بالسير البطيء برغم حرارة الجو اللاهبة وإنتهاء مباريات الدوري في دول العالم حولنا رسمياً، فيما نحن نئنُّ تحت وطأة المجاملة وضعف القرار وضغط 20 فريقاً أثقلوا كاهل الكرة بفترات طويلة لا تحتمل أكثر من 16 فريقاً على أبعد تقدير بحساب إمكانيات الأندية المشاركة والبُنى التحتية وغيرها ممّا هو مشخّص ومثبّت لدى لجنة المسابقات، ولن نصل الى حالة مقبولة ما لم يتم الترشيق اعتباراً من الموسم المقبل.