TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: في محبة بابل

العمود الثامن: في محبة بابل

نشر في: 6 يوليو, 2019: 10:32 م

 علي حسين

تصدَّر مواقع التواصل الاجتماعي ونشرات الأخبار منذ يومين خبر ادراج مدينة بابل ضمن لائحة التراث العالمي، ومعه خبر آخر هو محاولة إعادة الروح الى ما يُسمّى بالاصلاح،

وتتذكرون كيف عشنا ربيعا دائما مع خطب الاصلاح التي كان يلقيها مشعان الجبوري ، الخبر الاول ضجت به جميع صفحات المسؤولين، فالجميع يغرد متغنيا بحضارة وادي الرافدين ، ويكتب القصائد العصماء في حب مدينة بابل، وقرأت ما كتبه عضو مجلس النواب ومحافظ بابل السابق صادق مدلول ، يشرح للذين لا يرون الحقيقة من المغرضين امثالي، إيجابيات وفوائد ادراج بابل على لائحة التراث العالمي.. تتذكرون معي الحملة التي اطلقها مسؤولون ورجال دين من اجل تغيير اسم مدينة بابل، آنذاك كان السيد صادق مدلول محافظا لبابل، في حينها كتبت في هذه الزاوبة ، ان صمت المحافظ على ما يجري هو اشبه بالمباركة لهذه الخطوة بتغيير اسم المدينة "الكافرة" الى اسم يليق بمكانتها الدينية كما اصر البعض آنذاك . 

سيقول البعض ان الشيء المهم اليوم، ان مدينة بابل ستحظى برعاية عالمية وستعود لها بهجتها، قد يكون الامر صحيحاً، ولهذا دعوني اسأل كم مدينة اثرية في العراق ضمن لائحة التراث العالمي؟ اسمحوا لي ان اعدد لكم: مدينة الحضر، مدينة آشور القديمة، مدينة سامراء الأثرية، الأهوار، والآن ما الذي حدث لهذه المدن ؟ ، هل امتدت لها يد الاعمار ، كم حجم السياح الذين يذهبون الى هذه المواقع التراثية ، ما هي الخدمات التي تقدم للسياح ، طبعا أولى هذه الخدمات ممنوع الغناء ، ممنوع الاحتفال ، ممنوع الفرح .

قبل أن تصل معاول داعش ومتفجراتها الى حضارة العراق، كان القائد الضرورة قد قرر ان يضع اسمه على كل حجارة في بابل وآشور، وجاء بعده خضير الخزاعي الذي اراد ذات يوم ان يغلق معهد الفنون الجميلة لأن واجهته مليئة بالتماثيل، اعذروني، اذا قلت ان كلمة آثار تخدش مسامع المسؤولين عن ادارة بلاد النهرين، فما معنى ان تكون هذه البلاد متحفاً تاريخياً، لسنا في حاجة الى تراث ولا حضارة ، فلدينا من المسؤولين ما سيسجل التاريخ اسمه بماء الذهب !! .

في كل يوم نخضع لابتزاز أصحاب فتاوى الحرام، فدرسُ الفن في المدارس حرام، وإعادة إعمار شارع الرشيد جريمة لاتغتفر، ووجدنا من كتب على الفيسبوك : ان منارة الحدباء مجرد حجارة ؟

إن أحد أهم ثروات الشعوب الحية هي ثروة الثقافة من شعر ورسم وموسيقى، إلا أننا والحمد لله لا نتذكر محمد القبانجي ونسينا الجواهري ومطلوب منا فقط ان نحفظ خطب الجعفري 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram